عن وكالة الاخبار الآن
كشف تقرير جديد للأمم المتحدة أنه على الرغم من الانخفاض القليل الذي طرأ على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون نتيجة الإغلاقات المرتبطة بجائحة “كورونا”، فإن العالم يتجه نحو ارتفاع درجات الحرارة بما يزيد عن 3 درجات مئوية هذا القرن، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، بما يتجاوز أهداف اتفاق باريس الخاص بالمناخ.
وأشار تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2020 الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة، هذا الأسبوع، إلى الأمل في التعافي الأخضر من الجائحة والالتزامات المتزايدة للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية، مؤكداً أن “العمل المناخي السريع والقوي يمكنه أن يغير مسار الارتفاع في درجة الحرارة”.
وسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى استثمارات عاجلة في مجال العمل المناخي كجزء من خطط التعافي من تداعيات فيروس كورونا، بهدف تقريب العالم من تحقيق هدف اتفاق باريس المتمثل في كبح ارتفاع درجة الحرارة.
وفي السياق، قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إن “التعافي الأخضر الحقيقي من الجائحة يمكن أن يوقف قدراً كبيراً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويبطئ تغير المناخ”.
وحثت أندرسن الحكومات على دعم التعافي الأخضر في المرحلة التالية من التدخلات المالية اللازمة لمعالجة تداعيات جائحة كورونا ورفع طموحاتها المناخية بشكل كبير في عام 2021.
وأكّد التقرير أنّه يمكن للتعافي الأخضر أن يخفض الانبعاثات المتوقعة في عام 2020 بنسبة تصل إلى 25%، ويعزز من فرصة الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة عند مستوى أقل من درجتين مئويتين، بنسبة تصل إلى 66%.
ومع هذا، فقد شدد التقرير على ضرورة إعطاء الأولوية لتدابير مثل دعم التكنولوجيا والبنية التحتية عديمة الانبعاثات، والحد من دعم الوقود الأحفوري، ووقف إنشاء المحطات التي تعمل بالفحم الحجري، وتعزيز الحلول القائمة على الطبيعة، بما في ذلك إصلاح المناظر الطبيعية وإعادة التشجير على نطاق واسع.
واعتبر التقرير أنّ تزايد عدد البلدان التي أعلنت التزامها بتحقيق أهداف صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن يعد “تطوراً مهماً ومشجعاً”.
وحتى الآن، اعتمدت حوالى 126 دولة مسؤولة عن 51% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، أو أعلنت أو تخطط لإعلان تعهدها بالوصول إلى صفر انبعاثات.
وفي كل عام، يبحث تقرير فجوة الانبعاثات في إمكانات قطاعات معينة. ويركز هذا العام على سلوك المستهلك، إلى جانب قطاعي النقل البحري والطيران. ووجد التقرير أن التحسينات التي طرأت على تكنولوجيا عمليات النقل البحري والطيران يمكن أن تحسن كفاءة الوقود. ولكن مع زيادة الطلب، يحتاج هذان القطاعان أيضا إلى تحول سريع بعيدا عن الوقود الأحفوري لتحقيق تخفيضات مطلقة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأكد التقرير أيضاً أن الانبعاثات الناتجة من أكثر البلدان ثراء في العالم، والتي تمثل نسبة 1%، تشكل أكثر من ضعف الانبعاثات التي تنتجها 50% من الدول الأكثر فقراً. وستحتاج هذه الدول الغنية إلى تقليل انبعاثاتها الجماعية من الكربون بمقدار 30 مرة، للبقاء متماشية مع أهداف اتفاق باريس.
وفي الوقت نفسه، فإن التغييرات في السلوك الاستهلاكي للقطاع الخاص والأفراد، يمكن أن تساعد في تعزيز العمل المناخي، من خلال وسائل مختلفة مثل استبدال الرحلات الجوية المحلية القصيرة بالسفر بالسكك الحديد؛ تشجيع ركوب الدراجات ومشاركة السيارات؛ زيادة كفاءة المساكن في استخدام الطاقة، وتقليل هدر الطعام.