عادي جدا أن يتصدر هذا المصطلح النقاش العمومي الوطني والدولي… غير أن استعماله او استغلاله في غير محله هو الشيء غير العادي.
عادي جدا أن يستعمل من قبل ذوي الاختصاص باعتباره مصطلحا ينتمي للمجال السياسي للدلالة على جعل العلاقات طبيعية، بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان، بين دولتين (شرط اعتراف الدولتين ببعضهما)… غير أن استعماله من قبل العامة، عن حسن نية، أو سوء نية، أو لتصفية حسابات ضيقة أو واسعة، أو انطلاقا من التشبث بموقف إيديولوجي متحجر، للدلالة على استسلام، أو تراجع، أو خيانة لوصم موقف دولة ذات سيادة تراعي مصالحها العليا هو الشيء غير العادي.
عادي جدا أن تدافع عن موقف وطنك، حين تكون جزء من حكومة بلدك، وتفخر بكون القوة الناعمة لبلدك (الشرعية الدينية التي تشمل مظلتها الأديان السماوية الثلاث، وقوة اللوبي المغربي من مختلف الأديان وتأثيره في قرارات كثير من الدول والهيآت ذات النفوذ، وعلاقات البيعة التي تجمع بين رئيس الدولة والمغاربة من مختلف الأديان، وتاريخ البلاد العتيد، والكفاءات المغربية في مختلف المجالات، وعلاقات الود بين عاهل البلاد وملوك وأمراء ورؤساء الدول…) مؤثرة لحد يفوق قوة المال والموارد لدى بعض جيران السوء… غير العادي أن تكون جزء من الحكم وتستبيح لنفسك، في خرق سافر لواجب التحفظ وحق الدفاع عن موقف بلدك، التصريح بخلاف موقف بلدك، من خلال أذرع إعلامية خارجية، لتظهر بمظهر دونكيشوك المبدئي الذي يدافع عن قضية، هي في الأساس قضية الغير رغم حجم التعاطف، باستغلال الدين.
عادي جدا أن يدافع بعض أنصار مرجعيات أقصى اليسار أو أقصى اليمين عن فكرة عدم التطبيع مع هيئة أو “دولة” في صراع مع فكرة حق شعب في “دولة”… غير العادي أن تجدهم أكثر وطنيين من أهل القضية، ومزايدين في مطالبهم عن مطالب أصحاب القضية.
عادي جدا أن تنتقد دولتك لتطوير سيرورة البناء الديمقراطي، وتحسين الأداء، وتجويد الخدمات… غير العادي أن تسفه إنجازات بلدك واختراقاته الملفتة للنظر دوليا ومن قبل الخصوم.
بالفعل مطرب الحي لا يطرب… يكفيك يا وطن أن تأتيك الإشادة من الخارج، من دول ذات ثقل سياسي واقتصادي… أن يأتيك الاعتراف، المخفي خلف عبارات الوجع والتدمر والحسد، من قبل جيران يملكون خزائن البترول، لكن بعقول متحجرة لم تبارح عقد الستينات من القرن الماضي… لم تبارح عقدة حرب رمال…