حميد رزقي
بعد حوالي 14 شهرا من الجهود المضنية، تمكن المجلس الجماعي لسيدي عيسى بن علي بتنسيق مع المجلس الإقليمي بالفقيه بن صالح من الحصول على هبة من المكتب الشريف للفوسفات ، تعتبر الأولى من نوعها ، بما أنها تهم فئة مرضى القصور الكلوي ، الفئة الاجتماعية الأكثر معاناة بالإقليم.
الهبة ليست سيولة مادية، أو أدوية باهظة الثمن ، أو أفرشة متنوعة ،إنما حافلة من النوع الممتاز، ستعمل وبلاشك على وضع حد لمعاناة مرضى هذا الداء الخطير والمزمن الذي حول حياة عدد مهم من الموطنين إلى جحيم سواء بالنظر إلى وضعهم الهش أو بسبب غياب مبادرات إنسانية من هذا النوع ، اللهمّ ما تقدمه الجماعات الترابية من دعم مالي سنوي ، وما تنهض به جمعية مرضى القصور الكلوي بالإقليم أو ما يوفره عامل الإقليم من دعم من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
عن هذه المعاناة ، يقول نور الدين القادري ، مدير مصالح الجماعة بسيدي عيسى بن علي،” القليلون هم من يفكرون في هذه البادرة الإنسانية ، والقليلون من يدركون أوجاع هذه الفئة وآلامها، لكن المسئولين بتراب هذه الجماعة وبالإقليم عامة تحسسوا هذا الألم ومرارته ، وشخصوا الموضوع وتداعياته، وكان التفكير جديا في ضرورة إيلاء الأهمية إلى هذه الفئة التي تتضاعف معاناتها يوما بعد يوم لأسباب متعددة ، وذلك بطبيعة الحال عبر التنسيق مع عامل الإقليم ومع شركائنا، وخاصة منهم رئيس المجلس الإقليمي الذي لم يتوان إلى حدود اللحظة في طرق جميع الأبواب من اجل الحد من معاناة مرضى القصور الكلوي على مستوى الإقليم ككل.
والى ذلك، أشار مدير مصالح الجماعة إلى أن عدد مرضى القصور الكلوي المتواجدين بتراب الجماعة قد تجاوز الثلاثين حالة، في حين أن عدد المستفيدين من خدمات هذه الهبة سينحصر في 25 مريض فقط ، الأمر الذي يقتضي حسبه بدل المزيد من المجهودات لتوفير وسائل نقل أخرى أو إحداث مراكز لتصفية الدم بتراب الإقليم من اجل استفادة مرضى آخرين لازالوا يتوجهون للغرض ذاته إلى بني ملال وأزيلال وأحيانا إلى مدينة الدار البيضاء.
وفي إطار هذه الجهود المبذولة من طرف كافة شركاء التنمية بالإقليم ، نشير إلى أن عامل إقليم الفقيه بن صالح ورئيس المجلس الإقليمي ورئيس جمعية القصور الكلوي لإقليم الفقيه بن صالح، ورئيس المجلس الجماعي، وممثلي السلطات المحلية بسوق السبت يتابعون عن كتب أشغال مركز تصفية الدم المحدث بمستشفى القرب، التي بلغت { أي الأشغال} مراحلها النهائية ، حيث من المحتمل جدا أن يفتتح المركز أبوابه في غضون الأسابيع المقبلة بتجهيزات حداثية، واطر متخصصة.
ومن اجل انطلاقة صحيحة، نشير إلى أن السلطات الإقليمية سبق لها وان أعطت إشارات غير مشفرة إلى كافة رؤساء الجماعات الترابية من أجل الاستمرار في تخصيص منح سنوية لضمان صيرورة هذا المركز الهام الذي من المنتظر، أن يخفف العبء عن مركز الدياليز بالمستشفى الجهوي ببني ملال والحد من معاناة مرضى القصور الكلوي الذين يعجزون عن توفير مصاريف العلاج الباهظة بالمراكز الخصوصية.
كما أن جمعية مرضى القصور الكلوي لإقليم الفقيه بن صالح التي تتكفل بتسيير مركزا تصفية الدم بسوق السبت والفقيه بن صالح، قد سهرت حسب شهادة رئيسها عبد الله الشباكي من جانبها على تكوين الأطقم الطبية والشبه الطبية والتقنية المطلوبة فيما سيتكفل صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالتجهيز إلى جانب بعض المحسنين.
ولذا، واستنادا على هذه المجهودات التشاركية، يرى متتبعون أن إقليم الفقيه بن صالح قد استطاع أن يحقق طفرة هامة في هذا الإطار بحكم قناعة المسئولين وإدراكهم على أن الصحة والتعليم يشكلان بحق ركيزتان أساسيتان لأي تنمية مستدامة ، وانه دونما تضافر الجهود بين كافة المتدخلين يبقى الحديث عن الاستجابة لتطلعات الساكنة مجرد وعود قد لا ترى النور مهما حسنت النيات وتوفرت الإرادة.