… و الكل لازال ينتشي بالإنجازات التي عرفتها مؤخرا قضية الصحراء كقضية وطنية ، تفاجئنا إحدى أرامل شهداء حرب الصحراء مؤخرا في تسجيل صوتي لها بصرختها المدوية على مواقع التواصل الاجتماعي(الفيسبوك) كسرت من خلالها نشوة هذه الانتصارات ، تبث عبرها لواعجها و حرقتها على كبر سنها من هضم لحقوقها ، و ما عانته و لازالت رفقة أيتامها منذ استشهاد زوجها إبان الحرب الضروس بالصحراء ضد جبهة البوليساريو دفاعا عن الوطن، حيث يحلو للكثيرين أخذ الصور التذكارية بعد أن أصبح الوضع هناك آمنا رغم أن أسر الشهداء عامة لم تتذوق بعد طعم الأمن و الأمان على مستويات عدة…حيث لازالت تعمل عبر قنوات عدة في محاولات متكررة منذ وعيها بأوضاعها و ما حرمت منه لإيصال صوتها للمسؤولين على اختلاف درجاتهم عن تأزيم أوضاعها بما فيهم محترفو أخذ الصور التذكارية ، و ذلك في مقارنة بما استفاد منه الخونة و الجلادون.
فقد كان مجرد التفكير في زيارة الصحراء خلال الحرب و أهوالها يثير لدى الكثيرين حالة من الرعب و الخوف و الهلع لدرجة الشعور بالغثيان و الاسهال …
إنها صرخة تنطق الحجر إلا قلوب أشباه البشر، تعبر من خلالها عن أوضاع الأرامل عامة و ما قاسينه منذ التحاق أزواجهن بالرفيق الأعلى دفاعا عن الوطن لينعم الجميع بالأمن و السلام.
فكلنا أمل ألا تبقى صرختك أماه صرخة في واد خال لتزول الغمة و لترقد أرواح شهداء الوطن الحقيقيين المعذبة في قبورها في سلام ، والخزي و العار لكل من خانهم و هو ينعم بالأمن و الأمان…
لتختم صرختها بطلب بسيط خصوصا مع الحرمان الذي تعيشه و أيتامها و هي بذلك تتحدث بلسان جميع الأرامل بقولها : لم أعد أريد منكم شيئا فقط ” ردوا علي زوجي ”
العيرج ابراهيم
ابن شهيد حرب الصحراء المغربية