عبد اللطيف الباز
يحتفل الشعب المغربي يوم الاثنين 11 يناير الحالى بالذكرى السابعة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال عن فرنسا، التي شكلت صفحة وضاءة في تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العاهل المغربي الراحل محمد الخامس جد العاهل الحالي محمد السادس.
وسيظل يوم 11 يناير عام 1944 محطة مشرقة في سجل المغرب الحديث، ففي هذا اليوم تم تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال للعاهل الراحل محمد الخامس، وتم تسليم نسخة منها الى الإقامة العامة الفرنسية وإلى ممثلي القوى الدولية آنذاك وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي آنذاك.
وتضمنت الوثيقة على الخصوص المطالبة بحصول المغرب على الاستقلال تحت ظل العاهل محمد الخامس، والسعي لدى الدول التي يهمها الأمر لضمان هذا الاستقلال، مع إحداث نظام سياسي شوري شبيه بنظام الحكم في البلاد العربية والإسلامية بالشرق، تحفظ فيه حقوق وواجبات جميع مكونات الشعب المغربي.
وكان لتقديم هذه العريضة اثره العميق في اذكاء روح الوطنية لدى الشعب المغربي بمختلف مناطق المغرب، حيث انطلقت حملة عرائض تأييد ونزلت الجماهير إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944، التي سقط فيها عدة شهداء برصاص الاحتلال الفرنسي.
وفي المقابل، استمر المستعمر في تعنته، فبدلا من الرضوخ لإرادة الحق والمشروعية، التي عبر عنها العرش والشعب، حاول الضغط على العاهل الراحل محمد الخامس سعيا إلى إدماج المغرب في الاتحاد الفرنسي وفصل قائد الأمة عن الحركة الوطنية.
ومحاولة منها للنيل من التلاحم الوثيق الذي جمع دوما الشعب بملكه أقدمت السلطات الاستعمارية في 20 أغسطس 1953 على نفي العاهل المغربي الملك محمد الخامس وباقي أفراد الأسرة الملكية.
وبعد عودة بطل التحرير ورمز المقاومة محمد الخامس حاملا معه لواء الحرية والاستقلال على استقلاله ظلت الروح التي ابدعت هذه الملحمة الخالدة، المنار الذي أضاء الطريق أمام المغرب المستقل الوفي لمبادئه المتشبث بوحدته والتواق للحاق بركب الأمم المتقدمة.