فريكس المصطفى / تاكسي نيوز
لعل ما يميز الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية الجديدة عند الأمازيغ في المغرب هو تنظيم وليمة ب”تاكلا”، التي ترمز للتضامن والعمل الجماعي والتأرز بين الأسر وأفراد العائلات.
ووفق مصادر جمعوية ، فقد أكدت فعاليات جمعوية أن الاحتفال برأس السنة الامازيغية، فيه نوع من الرمزية تتقاسم خلالها الساكنة فرحتها مع الطبيعة في انتظار دخول سنة جديدة.
وأكدت ذات الفعاليات أن اختيار أكلة “تاكلا”، ليس اعتباطيا، بل يقصد منه مشاركة الاحتفال مع الطبيعية التي أنتجت الغلة الزراعية، وهو تجسيد يعبر عن ارتباط الفلاح الأمازيغي والقروي المغربي بالأرض والطبيعة.
ويطلق على تاكلا عدة أسماء، منها “العصيدة و”تاروايت”، المشتقة من فعل “روي” الذي يعني بالأمازيغية “حرك”، لانها تحتاج الى تحريك متواصل حتى تصل الى مرحلة الطهي.
تاكلا أو تروايت، يفضل البعض أن تكون “تاروايت ن تمزين”، اي “عصيدة بالشعير”، او “تاراوايت أوسنكار”، أي ما يسمى بالأمازيغية، “عصيدة بالذرة.”
وفي سياق متصل، لأكلة تاكلا وفق ما أكدته مصادر، دلالات، تصبو من خلالها الأجيال على تربية الأبناء على التقشف وحسن التدبير، واستخراج وجبة من مادة طبيعية توجد في اغلب البيوت دون الحاجة الى الذهاب الى الاسواق من أجل اقتناء حاجيات الاحتفال، نظرا لتزامن الاحتفالات برأس السنة بنهاية الخريف وبداية الشتاء، حيث غالبا ما يكون الفلاح قد استنفد ما بحوزته من حبوب في الزرع خلال الخريف الذي ودعه.
وتماشيا مع الحداثة، والعصرنة، قامت الأجيال بتطعيم الاكلة، واضافة اكسسوارات جديدة، مع أكلة “تاكلا”، كالبيض البلدي، والسمن وزيت الزيتون وتزيين الاكلة بحبات اللوز، ترسم بها احرف تيفيناغ على جوانب القصعة الخشبية أو الطينية التي تقدم فيها الاكلة.
ويختار الأمازيغ في الغالب حروفا، تجسد لفرحتهم بالعام الجديد، متمنين سنة سعيدة وخصبة من الناحية الإنتاجية الفلاحية، ويختار المحتفلون كتابة عبارات “أسكاس أماينو “، أي سنة سعيدة ، ابتهاجا بالعام الجديد.
وتروي مصادر متفرقة، أن التقويم الأمازيغي لا يرتبط بحدث ديني بل يحتفل بحدث تاريخي يتمثل في انتصار الممالك الأمازيغية، على فرعون مصر عام 950 قبل الميلاد. سنة سعيدة بكل اللغات للجميع.
