عبدالكريم جلال
احتضنت قاعة المحاضرات بكلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال وذلك يوم الجمعة 7 يناير 2021 ابتداء من الساعة 10 صباحا جلسة علمية، خصصت لمناقشة أطروحة دكتوراه تقدم بها الباحث كمال أحشوش في موضوع: “تدبير المراعي الجماعية بالأطلس الكبير الاوسط بين الإستمرارية والتحول“، أمام ثلة من فطاحل الأساتذة:
– الدكتور محمد العاملي: رئيسا
– الدكتورة سعاد بلحسين: مشرفة ومقررة
– الدكتور عبداللطيف لبرينسي: عضوا
– الدكتور الحسن بودرقة: عضوا
-الدكتور الزوبير بوحجار: عضوا
في البداية وبعد افتتاح الجلسة العلمية، أعطيت الكلمة للباحث كمال أحشوش ليتلو تقرير مفصل حول الأطروحة، حيث تطرق إلى ظاهرة الترحال المرتبطة بالإنسان، معتبرا الرعي والإنتجاع تراثا غنيا بالدلالات والمعاني والمغازي المادية والرمزية، معتمدا في ذلك على أنساق معرفية متعددة المشارب، تنسجم مع الثراء الذي تتيحه ظاهرة الرعي الجماعي وامتداداتها في الزمان والمكان عبر رحلتي الصيف والشتاء. وأضاف الباحث بأن مجال الأطلس الكبير الأوسط عرف استقرارا بشريا قديما، بفضل ما وفرته طبيعته المتنوعة من أسباب العيش والإستقرار، بحكم موقعه الإستراتيجي وسط المغرب، ما جعله معبرا للعديد من الهجرات البشرية، ومركزا اقتصاديا للعديد من الطرق التجارية والمعابر الجبلية، وصلة وصل بين المجالات الصحراوية والواجهات البحرية والمناطق الشمالية، وقاعدة لإنطلاقة بعض الدول، ومجالا تهابه دول أخرى لعدم انصياع ساكنته، دون إغفال احتضانه لموارد اقتصادية مهمة جذبت مجموعة من القبائل للإستقرار به، وممارسة أنشطة كالرعي وتربية الماشية، بغية استغلال موارده المائية والكلئية، الشيئ الذي جعل منه مجالا يحتضن أعداد كبيرة من المراعي الجماعية بالمقارنة مع باقي المناطق المغربية، هاته المراعي التي شكلت فيها مؤسسة “اجماعة” دورا محوريا إلى جانب مؤسسة الزاوية التي لعبت أدوارا دينية إلى جانب دورها التحكيمي. هذا بالإضافة إلى الأعراف التي شكلت مصدرا مهما لتدبير المراعي الجماعية، ما حذا بالقبائل لتنظيم التنقل بين مختلف المجالات الرعوية داخل الأطلس الكبير المركزي وخارجه، والدخول في علاقات قرابة ومصاهرة وعلاقات تعاقدية التي غالبا ما تظهر في التحالفات بين القبائل ومكوناتها.
وبعد تدخل أعضاء لجنة المناقشة وإبدائهم مجموعة من الملاحظات من حيث الشكل والمضمون، اختلت بنفسها لتقرر منح الباحث ميزة مشرف جدا مع حق الطبع بعد إخضاع الأطروحة للتنقيح والتقويم.