عبد الغني جزولي – تاكسي نيوز
في12 و 13 من شهر يناير من كل عام ، يحتفل أمازيغ المغرب خاصة وأمازيغ شمال افريقيا عامة برأس السنة الأمازيغية المعروفة عند أغلب المغاربة بـ (ينّاير) أو (حاكوزة ) والتي تطفئ هذا العام شمعتها الـ 2971 ، وهو تقليد أصيل استطاع أن يحافظ على قيمته الإجتماعية والتاريخية على مر القرون ، كواحد من أهم مناسبات الأمازيغ إن لم يكن أبرزها على الإطلاق ، و يرتبط هذا الإحتفال بحدثين اثنين ، أولهما ، الإحتفاء بالموسم الفلاحي و بخصوبة الأرض ، وثانيهما ، تخليد ذكرى تربع الملك الأمازيغي شيشنق على عرش الفراعنة .
فكيف بدأت حكاية التقويم الأمازيغي؟ و كيف يحتفي به أمازيغ المغرب ؟
الإحتفال برأس السنة الأمازيغية ليس سوى أحد جوانب إرث وحضارة الأمازيغ التي تركت بصماتها في مختلف مناحي الحياة في الفنون والطبخ و الهندسة المعمارية وغيرها من المجالات الحياتية الأخرى ، ويعود التقويم الأمازيغي إلى 951 قبل الميلاد ، حيث يزامن حدثا سياسيا يعتبره الأمازيغ صفحة مضيئة من صفحات تاريخهم ، في هذا العام سيقدم الأمازيغ أنفسهم كقوة فاعلة ومؤثرة في الحياة السياسية الفرعونية ، ففي عام 950 ق.م عقب وفاة الفرعون بسوسمان الثاني ، تمكن القائد الأمازيغي شيشنق من حكم مصر كفرعون ، و الحصول على لقب كاهن مصر العالي ، وقد اعتمد الأمازيغ هذا الحدث لبدء تقويمهم .
كيف يحتفي أمازيغ المغرب بعامهم الجديد ؟
هناك من يطلق على هذه المناسبة ( السنة الفلاحية ) أو (إيض ينّاير) أو (حاكوزة) ، تختلف التسميات من منطقة لأخرى ، لكن طقوس الإحتفاء بقدومها تكاد تكون هي نفسها في كل مناطق المغرب ، ويبقى الكسكس – الذي صنفته منظمة اليونيسكو السنة الماضية كثراث مغاربي عالمي لا مادي – الطبق الذي يحظى بشعبية كبيرة على مائدة الإحتفالات ، ففي منطقة الأطلس المتوسط تحضر النسوة طبق الكسكس بسبع خضر ، ومنهن من تفضل تحضير طبق ( التريد ب فروج بلدي ) مزين بالبيض المسلوق واللوز والثمر والتين المجفف ، وأكل فاكهة الرمان و (الزبزوف) التي تم الإحتفاظ بها خصيصا لهذه المناسبة ، ولا تكتمل بهجة الإحتفال إلا بحضور جميع أفراد العائلة صغارا وكبارا .
أما في منطقة سوس فالنساء تقمن بتحضير عصيدة الشعير أو الذرة (بداز) ، ثم تضعن فيها نواة التمر ، وأثناء تناول العصيدة ، من صادف نواة التمر المخبأة داخلها ، ستزول من أمامه كل العقبات وسيكون عامه عام يسر تتحقق فيه كل أمانيه ، أما في المغرب الشرقي فالإحتفال عادة يكون بشراء الفواكه الجافة ( الفاكية ) على غرار عاشوراء .
يبقى الإحتفال بـ ” إيض ينّاير” عادة أمازيغية موغلة في القدم ، تتوارثها الأجيال ويحتفي من خلالها الإنسان الأمازيغي بتنوع وغنى ثقافته الأصيلة ، وتأكيد انتمائه إلى الأرض وتشبته بها ، ومناسبة ، يفرح فيها الأطفال ، وتعكف فيها ربات البيوت على طهي أشهى الأطباق ، ويستبشر بها الفلاحون خيرا .