مدخل :
لا شك أن الاهتمام بقضايا الوطن والدفاع عن مصالحه العليا والتشبت بوحدة أراضيه وحقوقه الجغرافية و التاريخية في البر والبحر والجو ،يعتبر حقا لكل مغربية ومغربي وواجبا عليهم في نفس الوقت ، وقد بين التاريخ ان المغاربة قد يختلفون في كل شيئ إلا في تابتين قارين،أساسيين : النظام الملكي ووحدة الوطن واستقراره . كما أن من واجب كل الفاعلين التربويين داخل المدرسة والجامعة المغربية ،العمل كل من موقعه ‘ على نشر الوعي الوطني وتربية الأجيال الصاعدة على القيم الوطنية لتتوارث جميع الاجيال هذا الحب الجارف لهذا البلد الذي قدر لنا أن نولد فيه وننشأ فيه بكل فخر واعتزاز . في هذا السياق تأتي هذه المساهمة المتواضعة من خلال هذه المقالة حول ما يلاحظ على النظام الجزائري من عداء واضح ومكشوف تجاه حق المغرب التاريخي ،المشروع والشرعي في السيادة على اقاليمه الجنوبية التي أصبحت تعرف – أكثر من أي وقت مضى- في العالم بأسره ،بالصحراء المغربية .
1- فضيحة جديدة أخرى للنظام الحاكم في الجزائر
ورد في عدد من التقارير الإخبارية ان اجتماعا إقليميا في دورته 53 لمديري الجمارك لشمال أفريقيا والشرق الأدنى والشرق الأوسط انعقد يوم الأحد 4 أبريل 2021 تحت إشراف منظمة الجمارك العالمية وبحضور امينها العام ومدير إدارة التكافل الاقتصادي بجامعة الدول العربية وتحت رئاسة عميد جمارك الأردن .هذا الاجتماع الاقليمي الهام الذي تداول في تلاثة مواضيع أساسية وهي : إدخال اللغة العربية لأعمال منظمة الجمارك العالمية و التتبع الالكتروني للشاحنات المارة من مناطق الإقليم بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في المجال الجمركي .إلا أن الحدث الأبرز والفضيحة الكبرى تمثلت في انسحاب الوفد الجزائري من هذا الاجتماع ،ليس بسبب المس بسيادة الدولة الجزائرية أو إهانة رمز من رموز الشعب الجزائري الشقيق او بمبرر أن هذا الاجتماع الخاص بجمارك الدول المعنية يتعارض ومصالح الجزائر في هذا المجال . ان الأمر لا يتعلق بهذا السبب او ذاك وإنما احتجاجا على وجود خريطة المغرب كما هي في واقع الجغرافية من فكيك إلى الدار البيضاء على ساحل المحيط الأطلسي ومن طنجة المتوسط إلى الكويرة العزيزة في أقصى جنوب الصحراء المغربية مع الحدود الموريتانية . هذا هو سبب انسحاب الوفد الجزائري من الاجتماع الخاص لتبادل الخبرات والتنسيق بين الدول المعنية لتقنين و تخليق المجال الجمركي ومحاربة كل الاعمال والانشطة الغير المشروعة
2- ظهر الحق المغربي وزهق الباطل الجزائري
ان هذا الموقف الفاضح وهذا التصرف المكشوف بين مرة أخرى وأعطى الدليل لمن لازال يحتاج إلى دليل ،أن النظام الجزائر هو من ينازع ويحارب المغرب في السيادة على اقاليمه الجنوبية وفي صحرائه .ان الحقيقة مهما طال أمد إخفائها لابد أن تظهر وأن الوهم مهما ساد لفترات لابد أن يتحطم .ها هي حقيقة النظام الجزائر في هذا النزاع المفتعل مع جاره الغربي بدأت تظهر للعالم والدول العظمى وهذه هي البداية وستظهر في كل محفل اقليمي وجهوي ودولي إلى جانب العلم الوطني خريطة المغرب وباقاليمه الجنوبية كاملة ومتكاملة مكتملة بدون أي خط فاصل بين اجزائة .نعم ستكون هذه الخريطة حاضرة في مقر الاتحاد الإفريقي وفي جامعة الدولة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي و وفي مقر الاتحاد الأوروبي ومقر الأمم المتحدة وفي جميع الملتقيات والمنتديات وما على النظام الجزائري أن يستمر في الانسحاب كلما ظهرت خريطة المغرب و لينتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى من الصراع مع المغرب من عدم الاعتراف بالصحراء المغربية إلى عدم الاعتراف بالدولة المغربية بأكملها . لكن المغرب بدولته العريقة وبشعبه الأصيل ،معترف به بالتاريخ والجغرافية واستطاع بعبقريته ان ينال اعتراف الدول والأمم بحقوقه المشروعة ولن يبالي بأعمال ” العصابات وقطاع الطرق ” كما قال وزير خارجيتنا السيد ناصر بوريطة .ان أسطورة وخرافة ” تقرير مصير الشعب الصحراوي “وإقامة دولته داخل التراب المغربي بدأت تنكسر .لقد خلق النظام الجزائري لشرذمة من الانفصاليين وهم” الاستقلال” حتى لا يسترجع المغرب صحراءه ويستمر في بناء دولته القوية . هذه هي الحقيقية الغائبة التي بدأت تظهر للعالم وهذا ما أدى إلى هذا السعار الحاد للنظام الحاكم في جارتنا الشرقية .فكفى من الركض وراء السراب و توقفوا عن بيع المزيد من الأوهام للمغرر بهم وعلى هؤلاء العودة إلى وطنهم والعيش مع إخوانهم ولا تنتظروا من غير وطنكم ودولتكم إلا المزيد من الأوهام .ان التاريخ لا يرحم .
خلاصة
ان ما حققه المغرب من انتصارات ومكاسب في قضيته الوطنية الأولى يعبر عن المصداقية التي تتمتع بها الدولة المغربية وشعبها الأصيل .ان وحدة المغاربة وتلاحمهم حول وطنهم وملكهم هو ما يعطي القوة لقضايانا الوطنية وهو ما يربك أعداء المغرب وخصومه الذين يبحثون عن المشروعية وعن الشرعية ولم يجدونها ويعتقدون واهمين انها تكمن في العداء للمغرب.