في ذكرى وفاة المُفكر الكبير محمد عابد الجابري: “القدوة والمرجع”

في ذكرى وفاة المُفكر الكبير محمد عابد الجابري: “القدوة والمرجع”
محمد بنوي : باحث في مجال التربية و المجتمع

 

 

تحل هذه السنة الذكرى 11 لوفاة أحد أعلام الفكر الفلسفي في المغرب المعاصر الدكتور محمد عابد الجابري رحمه الله ففي يوم 3 ماي من سنة 2010 غادرنا وإلى الأبد هرم من أهرامات  الفكر الحر والنقدي  واحد المربين والأساتذة الأجلاء  الذين استفادت منهم العديد من الاجيال التي تأثرت بشخصيته وأسلوبه ومنهجه في الحوار والبحث وبأفكاره الخلاقة النقدية التنويرية .فمهما قال وكتب المرء عن  الجابري الإنسان و الأستاذ والمفكر فانه لن يقول ولن يكتب إلا القليل نظرا للمسيرة العلمية والعملية الغنية ولغزارة  ما ألفه الراحل من كتب ومؤلفات التي تجاوزت تلاتين مؤلفا علاونة  عن مقالات في مجلات وجرائد مغربية وعربية في شتى حقول المعرفة من فلسفة وأبستمولوجيا وسياسة واخلاق ودين إلى غير ذلك  .هذا الإنتاج الفكري الضخم الذي ترجم بعضها  إلى لغات اجنبية مختلفة
لكن رغم صعوبة قراءة وتتبع ما انتجه استاذنا سنكتفي بالإشارة إلى بعض الصفات والخصائص التي جعلت مجتمعة في هذا الرجل -الذي ولد وأتى من أقصى شرق المغرب وبالتحديد قرية سيدي لحسن بمنطقة فكيك-ليكون واحدا من أعلام المغرب المعاصر. فماذا يمكن ان نستفيد من هذا المفكر الاصيل؟

من خلال تتبع مختلف مراحل حياة الراحل الذي رأى النور سنة 1935 إلى حين وفاته في 3 ماي 2010 يمكن أن نستنتج أن أستاذنا خلف لنا حياة غنية بالدروس والعبر التي ينبغي أن تشكل قدوة ومرجعا لكل باحث ومحب للمعرفة يمكن سردها فيما يلي

الرغبة في الدراسة من خلال تشجيع الأسرة للطفل على التمدرس   والتفوق الدراسي –
التأقلم مع جميع الظروف الطبيعية والأوضاع الاجتماعية مهما كانت والقدرة عل تحمل قساوة الحياة والصبر عل الشدائد ومواجهة جميع المهن وطلب العلم في اي مكان
التشيع بالقيم الوطنية والاستعداد الدائم للدفاع عن استقلال البلاد ووحدته وعن مصالح الوطن العليا وأن يكون كل مغربي خير ممثل وسفير لبلاده أينما حل وارتحل
ان يحمل الإنسان مبادى وافكارا وقبما وأن يكون له هدف ورسالة في الحياة يتقاسمها مع الآخرين ويعمل جاهدا لتحقيقها حب المهنة (مهنة التدريس والتعليم) والقيام بالواجب والاجتهاد والمثابرة في العمل
ان الوصول إلى أعلى مراتب المعرفة والعلم رهين بالقراءة والبحث و”النظر والتحقيق في أمهات الكتب من أجناس مختلفة مع التدوين والكتابة وإشراك القراء والمهتمين
ممارسة الحوار مع الآخرين والإيمان بالاختلاف والتعدد والتخلي عن كل شكل من أشكال التعصب مع الأخذ بمبدأ الإقناع والاقتناع
الإيمان بشمولية المعرفة وكونيتها وعالمية الفكر والاستفادة من منهاج الأولين ونظرياتهم وأفكارهم وإعادة قراءتها على ضوء انشغالات وهموم الحاضر
مهما بلغ الإنسان من مراتب المعرفة ودرجات العلم فإن التواضع المعرفي والإنصات للآخرين مهما كانت أفكارهم ومعارفهم محدودة، تبقى من سمات العظماء

خلاصة: مهما عددنا من صفات وخصال ميزت مسيرة المفكر الراحل محمد عابد الجابري سيبقى قدوة حسنة ومرجعا فكريا لكل الاجيال فإن هذا الهرم الفكري سيظل مفخرة للمغرب والمغاربة سيخلده التاريخ كما خلد الكثير من الفلاسفة والمفكرين عبر التاريخ أمثال، أبو الوليد بن رشد عبد الرحمن بن خلدون والذي اجتهد المرحوم الجابري في تفسيرو تبسيط انتاجهم الفكري وتقريبه إلى أذهان القراء

رحم الله المفكر الكبير، الخالد في التاريخ، الدكتور محمد عابد الجابري.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة