مدخل :
تخلد أسرة المقاومة وجيش التحرير ومعها الشعب المغربي يوم 18 يونيو 2021 الذكرى 67 لليوم الوطني للمقاومة الذي يرتبط بنفس اليوم الذي استشهد فيه المقاوم والشهيد محمد الزرقطوني يوم 18 يونيو 1954 .هذا اليوم الذي قرر فيه بطل التحرير المغفور له محمد الخامس ان يكون يوما للمقاومة ،وكان ذلك أثناء الزيارة التاريخية التي قام به – رحمه الله – بعد عودته والاسرة الملكية من المنفى وحصول المغرب على الحرية والاستقلال ،لمقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء يوم 18 يونيو 1956 للترحم على أرواح شهداء الحرية والاستقلال .
1- دلالة الحدث
لقد كان ذلك البوم مشهودا في تاريخ بلادنا المجيد و منقوشا بأحرف من ذهب في سجل المقاومة وجيش التحرير تعتز به كل الاجيال لما يرمز إليه من ملامح البطولة والوحدة بين العرش والشعب .هذا التلاحم والترابط الذي ابهر العالم و الذي ميز بلادنا وجعلها تشكل استثناءا وتميزا في مقاومة وكفاح الشعوب ضد الاستعمار ومن أجل التحرر والاستقلال .لقد خاطب المغفور له محمد الخامس شهداء الوطن في ذلك اليوم وفي مكان دفن جثامينهم الطاهرة بكلمات ستظل راسخة في الذاكرة الوطنية وتشكل لكل الاجيال نبراسا مضيئا و درسا في الوطنية ،حيث قال طيب الله تراه ” لقد كنا في منفانا شهد الله ، نتلهف شوقا إلى أخبار مقاومة ابطالنا ،وكانت هي أُنسنا في نهارنا وسمرنا في ليلنا وكان يقيننا راسخا في ان تلك المقاومة ،وقد كنا اول من حمل مشعلها ستظل بدوحة الحرية التي غرسها وسقاها فدائيون بزكي دمائهم .” وعن الشهيد محمد الزرقطوني ( 1927 – 1954 ) الذي وهب حياته و هو في عز شبابه من أجل الوطن فقد خاطبه الملك الوطني المجاهد بهذه الكلمات المؤترة ” شاء الله عز وجل ان نقف اليوم على قبرك لا لنبكي شبابك الغالي فإن امثالك لا تقام ذكراهم بالبكاء ……ولكننا جئنا اليوم لنتذكر المثل العليا الذي بذلت في سبيلها روحك الطاهرة”
2 – كيف يمكن استثمار مثل هذه الأحداث الوطنية ؟
ان احسن طريقة لتوظيف الترات الوطني وحفظ ذاكرة المقاومة وجيش التحرير في بلادنا هي أن تعمل المدرسة المغربية بكل مكوناتها على ترسيخ القيم الوطنية لدى الناشئة من خلال تنصيص البرامج والمقررات الدراسية على مضامين معرفية و بأحدث الوسائل البيداغوجية لنشر المعرفة التاريخية والتعريف برموز وإبطال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بكل التفاصيل بشكل يحفظ الذاكرة الوطنية لضمان الاستمرارية في الدفاع عن استقلال ووحدة الوطن والاستعداد الدائم للتضحية من أجله .وهذا ما تضمنته الاتفاقية المبرمة يوم الأربعاء 16 يونيو الحالي 2021 بين وزارة التربية الوطنية و المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير من خلال مجموعة من الإجراءات التي سيتم سنها على صعيد جميع المؤسسات التعليمية بجميع اسلاكها وشعبها من أجل تحصين مدرسة مغربية رائدة في الوطنية ومن أجل مواطن متشبع بالقيم الوطنية الخلاقة .
خلاصة :
لاشك في ان المغرب يملك ذاكرة تاريخية مليئة بالدروس والعبر في الوطنية وهي أمانة في أعناق جميع المغاربة يتعين اولا المحافظة عليها وثانيا العمل على نشرها وتوريثها لجميع الاجيال ليبقى المغرب دولة وشعبا صامدا وشامخا.