الصورة من الأرشيف
مدخل :
منذ بداية شهر ماي الماضي 2021 حينما قرأت وسمعت عن شهادة قدمها أحد “المهاجرين السابقين ” بجهة بني ملال ،نشرتها إحدى المواقع الإخبارية الإلكترونية تضمنت عبارة خلفت لدي اترا حزينا لأنها غير منصفة لمجموعة من أجيال تلك المنطقة التي أعطت كفاءات متعدد ة وعالية انتشر صيتها داخل الوطن وخارجه .إليكم ما جاء في ذلك الموقع وبكل أمانة : ” عندما يولد الطفل في منطقة بني ملال ونواحيها ،أمامه حل واحد هو الحريك ” يمكن للقراء الكرام ان يكتبوا هذه العبارة او جزء منها عل غوغل وستجدون كل التفاصيل . فمنذ ذلك التاريخ ،اي حوالي شهرين من الزمن وأنا أفكر واحلل هذه العبارة وأتساءل في صمت : هل من قال او كتب هذه العبارة كان في كامل وعيه ؟ وبدأت جملة من الاسئلة تطرح نفسها ، من قبيل : هل جميع أطفال منطقة بني ملال لا يفكرون إلا في حل واحد هو الحريك ؟ الا يوجد من بين أولائك الأطفال ومعهم أمهاتهم واباؤهم ومدرسوهم،من يفكر في الدراسة والتحصيل العلمي والتفوق الدراسي ؟ ألا يوجد من بين أطفال وشباب تلك المنطقة من يفكر في حل آخر وهو التشبت بالأرض والبقاء داخل الوطن لخدمة بلده ؟ طبعا هناك من اختار الهجرة إلى بلدان أخرى بشكل قانوني ومشروع واستقر هناك ويدافع عن وطنه من بلاد المهجر . إلى غير ذلك من الاسئلة المتناسلة .كنت أفكر طيلة هذه المدة وأقول : بماذا ساجيب عن هذا الكلام الفارغ والصادر مع كل أسف من أحد أبناء المنطقة ان كان فعلا ينتمي أصلا إلى تلك الجهة ؟
الجواب جاء من التلميذة شيماء شوقي من اولاد عياد ،إقليم الفقيه بن صالح :
قبل التفصيل في هذا الجواب لا بد من الاشارة إلى تلميذة أخرى حصلت على أعلى معدل ببني ملال إنها التلميذة ضحى اركيك 19،49 التي نبارك لها هذا الإنجاز ، و اخترت أن أكتب عن شيماء لأنها تنتمي هي الاخرى رفقة ضحى إلى منطقة لا نكاد نسمع عنها إلا حينما يتعلق الأمر بالهجرة السرية والمخدرات والاجرام والعنف و كل ما له علاقة بالأعمال غير المشروعة . وهكذا فإن شيماء شوقي ابنة اولاد عياد استطاعت بمثابرتها واجتهادها وتدرجها في المدرسة العمومية وبمساعدة أسرتها وبتأطير وتوجيه من اساتذتها خلال مسارها الدراسي وهي تشاهد منذ الصغر التحفيز والتشجيع الملكي للمتفوقات والمتفوقين ومكافاتهم خلال الإستقبال السنوي بمناسبة عيد العرش المجيد .كل هذا جعل من هذه النابغة ان تعتمد على نفسها وعلى ما تتلقاه من دروس في القسم وبدون الاستعانة بالساعات الإضافية كما يفعل الآخرون ،حتى حققت الهدف الذي رسمته وهو التفوق الدراسي في البكالوريا وبمعدل 19,33 وليس شيئا آخر . لقد قدمت هذه التلميذة الجواب والدليل لمن يشك في أبناء هذه المنطقة والتشكيك في قدراتهم المعرفية والعلمية وتمسكهم بالقيم الوطنية ورغبة أسرهم في ان تتفوق بناتهم وبتفوق أبناؤها في التحصيل العلمي وأن يكونوا مواطنات ومواطنين مؤهلات ومؤهلين لخدمة وطنهم الغالي .
فشكرا جزيلا للتلميذة شيماء شوقي وضحى اركيك وباقي المتفوقين والمتفوقات بجهة بني ملال على ما حققوه من نجاح وتفوق وشكرا على هذا الجواب الذي قدمتوه عل أرض الواقع الملموس نيابة عن جميع بنات وأبناء بلدة اولاد عياد وإقليم الفقيه بن صالح وبني ملال وجهة بني ملال – خنيفرة والمغرب الحبيب ، لأنكم قدمتم البرهان على أنه ” عندما يولد الطفل (ة ) في منطقة بني ملال ونواحيها أمامه حل واحد هو التحصيل المعرفي والعلمي والتفوق الدراسي وليس الحريك “.
مقالك أثار اهتمامي و أجد فيه احتقارا ضمنيا للجالية المغربية التي ذهبت إلى الخارج بطريقة الحريك، أخي عليك أن تعلم أن من يحاولون الآن الحريك ليسوا أميين كما كانت عليه الحال في التسعينات بل أصبح الأمر يتعلق بمن تحصل على شهادات جامعية ومهنية لا يجدون عملا يعملونه شبح البطالة يطاردهم أخي وحتى وإن وجدوه لا يكفيهم لتغطية متطلبات الحياة والعيش الكريم أجرة العمل جد هزيلة أخي لذلك يفضلون خوض غمار البحر لعل وعسى تتغير ظروفهم للأفضل وحتى أن الجالية الملالية والنواحي أصبحت المعيل الأول للعديد من الأسر وهي تستثمر في المشاريع لفائدة ذويهم سواء في الفلاحة أو العقار وهي بذلك تساهم في الناتج الوطني بنسبة مهمة وأعتقد أنه لو وفرت الدولة لهم مختصين في المشاريع لاصبحت الجالية من رواد المستثمرين في الجهة. أبارك أيضا للمتفوقين والمتفوقات وأتمنى لهم المزيد من النجاح دون أن ننسى أن هناك نوابغ أيضا ملالية بفضل الدراسه قد تبوأت مناصب مهمة في البلاد وخارج البلاد إلا أنه لا توجد تغطية إعلامية لإنجاتهم ويمكن أن أذكر أن هناك من اشتغل في الناسا الأمريكية والبنك الدولي في سويسرا ……