و مع
أشادت منظومة الأمم المتحدة، اليوم الخميس بالرباط، بريادة المغرب وجهوده في مجال مكافحة الإرهاب، وذلك بمناسبة افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا.
وفي كلمة عبر تقنية المناظرة المرئية، أعرب وكيل الأمين العام، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فلاديمير فرونكوف، عن تقديره للتعاون مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب، مشيدا ب “الدعم القوي” للمملكة لبرنامج مكافحة الإرهاب.
كما نوه بدور المغرب باعتباره رئيسا مشتركا للمنتدى العالمي لمحاربة الإرهاب، وكذا شريكا للأمم المتحدة في مجال محاربة هذه الظاهرة الكونية.
وأشاد السيد فرونكوف متحدثا من نيويورك أنه “منذ إحداثه سنة 2017، وضع برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا مجموعة من البرامج للتصدي للإرهاب ومكافحته، كما أن افتتاح مكتب لهذا البرنامج بالرباط سيساهم في تقريب الخبرة المغربية من باقي بلدان القارة الإفريقية”.
ولاحظ السيد فرونكوف أن مكتب البرنامج بالرباط “يعتبر مركزا للتكوين يكتسي أهمية بالغة لجهودنا في التكوين وتقوية القدرات، لاسيما بالنسبة لغرب إفريقيا”.
من جهتها، أعربت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالمغرب، سيلفيا لوبيز إيكرا، عن فخرها للمشاركة في حفل افتتاح هذا المكتب الجديد “الذي جاء ثمرة تعاون وثيق ورؤية موحدة بين برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا والمملكة المغربية”، واصفة إياه ب” الخطوة الكبيرة في معركتنا ضد التهديد الإرهابي في إفريقيا”.
وسجلت المسؤولة الأممية أنه بالنسبة للمطلعين، فاختيار الرباط هو “أمر بديهي” بالنظر إلى “أن التزام المغرب لفائدة الاستقرار والأمن بالقارة من خلال مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد أمر جلي”، لافتة إلى أنه في مواجهة التهديد الإرهابي الذي صار أكثر تعقيدا، “من الضروري للغاية تقوية التعاون والقدرات والتعلم من بعضنا البعض”.
وأوضحت أن هناك الكثير لنتعلمه من المملكة “التي راهنت على مقاربة متعددة الأبعاد، تجمع بين الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية”.
من جهته، اعتبر رئيس مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بالرباط، كارلوس ريس، أن هذا المكتب الجديد سيكون “مركزا” للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب، ويروم تقوية كفاءات المستفيدين من التكوينات من خلال “خلق عقيدة إيجابية”.
في كلمة باسم مجموعة السفراء الأفارقة المعتمدين بالرباط، أكد بدوره سفير الكاميرون بالمغرب، محمدو يوسفو، أن القارة “لا يمكن إلا أن تشيد بجهود المملكة في مجال مكافحة الإرهاب”.
وقال، موجها حديثه إلى ثلة من الدبلوماسيين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط، إن “المغرب أبان عن انفتاحه لتقاسم تجربته مع البلدان الإفريقية من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات في مجال الأمن وتبادل المعلومات”.
واعتبر أن افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب بالرباط هو “اعتراف في حد ذاته بالاستقرار والأمن اللذين تتمتع بهما المملكة”، وهو أيضا “تصديق” لجهودها المبذولة في مجال مكافحة الإرهاب بإفريقيا.
وترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حفل افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا، بمشاركة، حضورية وعبر تقنية التناظر المرئي، لكبار المسؤولين في الأمم المتحدة وأعضاء السلك الدبلوماسي بالمغرب.
وجرى نقل أطوار هذا الحفل عبر تقنية الفيديو من أجل تمكين المشاركين في الأسبوع الدولي الثاني لمكافحة الإرهاب المنعقد في نيويورك من المشاركة فيه وتتبع أشغاله.
يذكر أن المغرب والأمم المتحدة وقعا، في أكتوبر 2020، اتفاقية مقر لإنشاء مكتب برنامج الأمم المتحدة هذا في المغرب. وتم توقيع هذه الاتفاقية، التي تعكس الإرادة المشتركة لتضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بالتهديد الإرهابي المتزايد في إفريقيا في السنوات الأخيرة، من قبل السيدين بوريطة وفرونكوف.
وقد تم إنشاء مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017، لتعزيز وتبسيط جهود مؤسسات منظمة الأمم المتحدة في إطار مهامها لمساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ الإستراتيجية العالمية لمكافحة الإرهاب للأمم المتحدة.