المناضلين من ” ذوي الحقوق الخاصة” بين الإرهاب الفكري و التجريم للحق في الإختلاف 

هيئة التحرير3 يوليو 2021
المناضلين من ” ذوي الحقوق الخاصة” بين الإرهاب الفكري و التجريم للحق في الإختلاف 
لبنى الجود

 

من هم ؟

هم تيار حقوقي لا يمت للدفاع عن حقوق الإنسان بصلة ، متكون من معارضين لا تقدميين و لا ديمقراطيين و لا حداثيين، تجمعهم مصالح انتقامية على ضوء مشاكل فردية و رغبة في تصفية حسابات شخصية مع عدو ، وجب أن يكون قويا كي يستقوا منه قوتهم … و لأنه غير موجود ، فقد اخترعوه ، فكذبوا على مر السنين لدرجة أنهم أصبحوا يصدقون كذبهم بل و يؤمنون به أيما إيمان !

فهي إذن مصالح شخصية و دفاع مستميت عن عبثية يراد لها أن تلبس عباءة النضال لتمرر مغالطات سياسية يدفع ثمنها في آخر المطاف ،ذاك المناضل الصادق ، الذي ينساق وراء الشعارات ، و الذي يضرب في عمق مصداقيته حين يصدق أن الوقفات الاحتجاجية و المسيرات التضامنية و الهاشتجات المصاغة بلغات أجنبية هدفها الضغط ” المشروع “على من يعتبرونها ” قوى قمعية مخزنية مستبدة تعيث في البلاد فسادا و جورا” ، كما يدفع ثمنها بطريقة غير مباشرة ذاك المواطن الذي ينساق وراء من يعتبرهم نخبة ، قبل أن يسقط القناع ، فيفهم كل المغرر بهم أن نضال ذوي الحقوق الخاصة ، نضال خبزي نفعي الهدف منه هو خدمة أجندات معادية للوطن ، أعمدتها كره و أحقاد و سقفها رغبة مستميتة في الضرب في ركائز الدولة و النظام الذي ترتكز عليه البلاد ، كي لا نحقق ذاك التغيير و الإصلاح المنشود .

نهجهم : ترهيب فكري و استبداد ايديولوجي

يسوق ” ذوي الحقوق الخاصة ” لأفكار أصبحت تزحف حتى لفكر من يعارضهم ، فكي تصبح منهم وجب أن تعارض المؤسسات و المسؤولين و الأجهزة ، و كي تكون عدوهم وجب أن تثمن مجهودات البلاد و تثني على تقدمها نحو التغيير و الإصلاح .

و هو تطرف لا وجود فيه لإعتدال أو وسطية .

فحتى إن كنت لا تبتغي عداوتهم ، لكنك تعبر عن آرائك و مواقفك التي تعارض آرائهم و مواقفهم … فاحذر من سهامهم … من اتهاماتهم … و استبق هجوماتهم … و استكن حتى لا تسب و تقذف و يشهر بك ، فتلك سياستهم و ذاك نهجهم … و هي قذارة و بؤس أخلاقي ، إما أن تواجهه أو أن تتفاداه … و المواجهة شجاعة و التفادي جبن و انبطاح .

و قد عاث الفكر الإقصائي الإرهابي الممنهج على أرض النضال فسادا ، حتى أصبح بعض الحقوقيين النزهاء ممن يؤمنون بأسس الحداثة و الديمقراطية و حرية التعبير يتوخون الحذر ، خشية أن تتم مهاجمتهم من طرف ” ذوي الحقوق الخاصة” ، فيتفادون التشجيع و التصفيق حتى و إن كانوا جد فخورين بحدث ما ، يدفع بالوطن خطوات نحو التقدم و الرخاء .

إذ سيقولون عنهم أنهم مطبلون ، عياشة ، مجندون، مخزنيون …

فأصبحوا يمتنعون عن إبداء آرائهم و يفرضون رقابة مشددة على تدويناتهم و مواقفهم كي لا يتم استغلالها و مهاجمتهم إثرها .

أؤمن شخصيا بمقولة مفادها أن ” لا فائدة من محاولة إقناع أصحاب النوايا السيئة بحسن نوايانا ” ، إذ أن الحقيقة لا تهمهم ، بقدر ما تهمهم مصلحتهم ، و كل الوسائل المتاحة لتدمير من يقف في طريقها مشروعة في هذا الإطار.

و على هذا الأساس، لا أجد شخصيا أي مشكل في أي وصف أو توصيف ، أو نعث أو محاولة انتقاص أو تجريح … إذ كما يقول المثل المصري : اللي على راسو بطحة بيحسس عليها …

و ليس على رأسي شخصيا أية بطحة كي أحسس عليها !

فإن أردت أن أكتب ” عاش الملك ” سأكتبها
و إن أردت أن أهنئ الأمن الوطني بتفكيكه لخلية إرهابية سأفعل
و إن أردت أن أثمن على مجهودات الحموشي و رجاله في تقريب مؤسستهم الأمنية من المواطن سأفعل
و إن أردت أن أصفق لبوريطة سأصفق
و إن أردت أن أنتقد بكل أدب و احترام فإنني سأفعل كما فعلت سابقا …

و هو تاريخ نضالي لا يمحى و لا ينسى و هي مواقف يخلدها التاريخ و يشهد بها المتابعون .

هو اقتناع و إيمان بتوجه دولة تساير توجه الحداثة و الديمقراطية…
وقد أصبحت الدولة المغربية أكثر ديمقراطية من معارضيها …
و لأنهم يمتهنون الإعتراض و لا رغبة لهم في الإرتقاء
إذ مم و علام سيقتاتون ؟
فوجب أن يهاجموا التوجه التقدمي الوطني و أن يساهموا في الركود و الإنحطاط الأخلاقي عبر تمرير مغالطات و تهديد و مهاجمة من يقول كلمة حق … و هو أصل هذا الإنحطاط الحقوقي الذين يسبحون فيه …
إذ لا قدرة لهم على المسايرة و التجديد .

من نحن ؟

نحن مناضلون نؤمن بمصلحة الوطن و نضعها نصب أعيننا، نؤمن إيمانا راسخا أن الدولة ،خلافا لسنوات الجمر و الرصاص ليست عدونا !
عدونا هي القوى الظلامية الإنتهازية الإرهابية
يمينا و يسارا
فهؤلاء يكفروننا
و هؤلاء يمخزنوننا

فإما أنك معهم
و إما فأنت ضدهم

فيضيع الحق و تتيه الأسس
و يبقى التخندق هو عنوان نضال مزعوم
حيث الهمجية و الإتهامات المجانية
و توزيع لصكوك نضال حسب درجات الولاء لذوي الحقوق الخاصة ، في مقابل معاداة للمصلحة العامة التي تقودها دولة ذات بعد نظر ، تثبته في كل المحطات ، و هي معارك ضارية تتوج بانتصارات ساحقة ديبلوماسيا و اقتصاديا !

فإن أدخلنا قيمهم لرؤوسنا
و بنينا عليها مواقفنا
خوفا و احترازا
فهنيئا لهم و تبا لنا !

فتبا لصدور لا تفتح أمام سهام الذل… شامخة .
و تبا لرؤوس لا تقف أمام الجبن … مرفوعة .

و تبا لي إن كنت سأبالي باتهامات من أحتقر شكلا و مضمونا !
سأصفق حين أريد
و أنتقد حين أريد

فلا مصادرة لحرية تعبير على أساس خوف مما سيقولون
فليذهبوا هم و فكرهم الترهيبي … إلى أسفل درك من الجحيم !

هزلت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة