من هم ؟
هم تيار حقوقي لا يمت للدفاع عن حقوق الإنسان بصلة ، متكون من معارضين لا تقدميين و لا ديمقراطيين و لا حداثيين، تجمعهم مصالح انتقامية على ضوء مشاكل فردية و رغبة في تصفية حسابات شخصية مع عدو ، وجب أن يكون قويا كي يستقوا منه قوتهم … و لأنه غير موجود ، فقد اخترعوه ، فكذبوا على مر السنين لدرجة أنهم أصبحوا يصدقون كذبهم بل و يؤمنون به أيما إيمان !
فهي إذن مصالح شخصية و دفاع مستميت عن عبثية يراد لها أن تلبس عباءة النضال لتمرر مغالطات سياسية يدفع ثمنها في آخر المطاف ،ذاك المناضل الصادق ، الذي ينساق وراء الشعارات ، و الذي يضرب في عمق مصداقيته حين يصدق أن الوقفات الاحتجاجية و المسيرات التضامنية و الهاشتجات المصاغة بلغات أجنبية هدفها الضغط ” المشروع “على من يعتبرونها ” قوى قمعية مخزنية مستبدة تعيث في البلاد فسادا و جورا” ، كما يدفع ثمنها بطريقة غير مباشرة ذاك المواطن الذي ينساق وراء من يعتبرهم نخبة ، قبل أن يسقط القناع ، فيفهم كل المغرر بهم أن نضال ذوي الحقوق الخاصة ، نضال خبزي نفعي الهدف منه هو خدمة أجندات معادية للوطن ، أعمدتها كره و أحقاد و سقفها رغبة مستميتة في الضرب في ركائز الدولة و النظام الذي ترتكز عليه البلاد ، كي لا نحقق ذاك التغيير و الإصلاح المنشود .
نهجهم : ترهيب فكري و استبداد ايديولوجي
يسوق ” ذوي الحقوق الخاصة ” لأفكار أصبحت تزحف حتى لفكر من يعارضهم ، فكي تصبح منهم وجب أن تعارض المؤسسات و المسؤولين و الأجهزة ، و كي تكون عدوهم وجب أن تثمن مجهودات البلاد و تثني على تقدمها نحو التغيير و الإصلاح .
و هو تطرف لا وجود فيه لإعتدال أو وسطية .
فحتى إن كنت لا تبتغي عداوتهم ، لكنك تعبر عن آرائك و مواقفك التي تعارض آرائهم و مواقفهم … فاحذر من سهامهم … من اتهاماتهم … و استبق هجوماتهم … و استكن حتى لا تسب و تقذف و يشهر بك ، فتلك سياستهم و ذاك نهجهم … و هي قذارة و بؤس أخلاقي ، إما أن تواجهه أو أن تتفاداه … و المواجهة شجاعة و التفادي جبن و انبطاح .
و قد عاث الفكر الإقصائي الإرهابي الممنهج على أرض النضال فسادا ، حتى أصبح بعض الحقوقيين النزهاء ممن يؤمنون بأسس الحداثة و الديمقراطية و حرية التعبير يتوخون الحذر ، خشية أن تتم مهاجمتهم من طرف ” ذوي الحقوق الخاصة” ، فيتفادون التشجيع و التصفيق حتى و إن كانوا جد فخورين بحدث ما ، يدفع بالوطن خطوات نحو التقدم و الرخاء .
إذ سيقولون عنهم أنهم مطبلون ، عياشة ، مجندون، مخزنيون …
فأصبحوا يمتنعون عن إبداء آرائهم و يفرضون رقابة مشددة على تدويناتهم و مواقفهم كي لا يتم استغلالها و مهاجمتهم إثرها .
أؤمن شخصيا بمقولة مفادها أن ” لا فائدة من محاولة إقناع أصحاب النوايا السيئة بحسن نوايانا ” ، إذ أن الحقيقة لا تهمهم ، بقدر ما تهمهم مصلحتهم ، و كل الوسائل المتاحة لتدمير من يقف في طريقها مشروعة في هذا الإطار.
و على هذا الأساس، لا أجد شخصيا أي مشكل في أي وصف أو توصيف ، أو نعث أو محاولة انتقاص أو تجريح … إذ كما يقول المثل المصري : اللي على راسو بطحة بيحسس عليها …
و ليس على رأسي شخصيا أية بطحة كي أحسس عليها !
فإن أردت أن أكتب ” عاش الملك ” سأكتبها
و إن أردت أن أهنئ الأمن الوطني بتفكيكه لخلية إرهابية سأفعل
و إن أردت أن أثمن على مجهودات الحموشي و رجاله في تقريب مؤسستهم الأمنية من المواطن سأفعل
و إن أردت أن أصفق لبوريطة سأصفق
و إن أردت أن أنتقد بكل أدب و احترام فإنني سأفعل كما فعلت سابقا …
و هو تاريخ نضالي لا يمحى و لا ينسى و هي مواقف يخلدها التاريخ و يشهد بها المتابعون .
هو اقتناع و إيمان بتوجه دولة تساير توجه الحداثة و الديمقراطية…
وقد أصبحت الدولة المغربية أكثر ديمقراطية من معارضيها …
و لأنهم يمتهنون الإعتراض و لا رغبة لهم في الإرتقاء
إذ مم و علام سيقتاتون ؟
فوجب أن يهاجموا التوجه التقدمي الوطني و أن يساهموا في الركود و الإنحطاط الأخلاقي عبر تمرير مغالطات و تهديد و مهاجمة من يقول كلمة حق … و هو أصل هذا الإنحطاط الحقوقي الذين يسبحون فيه …
إذ لا قدرة لهم على المسايرة و التجديد .
من نحن ؟
نحن مناضلون نؤمن بمصلحة الوطن و نضعها نصب أعيننا، نؤمن إيمانا راسخا أن الدولة ،خلافا لسنوات الجمر و الرصاص ليست عدونا !
عدونا هي القوى الظلامية الإنتهازية الإرهابية
يمينا و يسارا
فهؤلاء يكفروننا
و هؤلاء يمخزنوننا
فإما أنك معهم
و إما فأنت ضدهم
فيضيع الحق و تتيه الأسس
و يبقى التخندق هو عنوان نضال مزعوم
حيث الهمجية و الإتهامات المجانية
و توزيع لصكوك نضال حسب درجات الولاء لذوي الحقوق الخاصة ، في مقابل معاداة للمصلحة العامة التي تقودها دولة ذات بعد نظر ، تثبته في كل المحطات ، و هي معارك ضارية تتوج بانتصارات ساحقة ديبلوماسيا و اقتصاديا !
فإن أدخلنا قيمهم لرؤوسنا
و بنينا عليها مواقفنا
خوفا و احترازا
فهنيئا لهم و تبا لنا !
فتبا لصدور لا تفتح أمام سهام الذل… شامخة .
و تبا لرؤوس لا تقف أمام الجبن … مرفوعة .
و تبا لي إن كنت سأبالي باتهامات من أحتقر شكلا و مضمونا !
سأصفق حين أريد
و أنتقد حين أريد
فلا مصادرة لحرية تعبير على أساس خوف مما سيقولون
فليذهبوا هم و فكرهم الترهيبي … إلى أسفل درك من الجحيم !
هزلت