اعتبر عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، في تدوينة فايسبوكية، أن المغرب يمر بأوج الموجة الوبائية، مبرزا أنه رغم تحسن الوضعية بجهتي سوس ومراكش، إلا أنه يتوقع ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بجهتي الرباط ، وطنجة تطوان في الأيام القادمة، كما انتقد عدم اعتراف فرنسا بلقاح “سينوفارم” الذي يلقح به أغلب المواطنين المغاربة، دون تقديم أي دليل علمي.
في ما يلي النص الكامل للتدوينة:
اشتدي يا أزمة تنفرجي….
نعم… سينوفارم يحمي ضد دلتا…
في البداية يجب أن أشكركم على تفاعلكم الدائم لهذا العمود الأسبوعي و أستسمحكم إن أنا لم أستطع الرد على كل تساؤلاتكم و تعليقاتكم و التي أجد فيها كثيرا من المنطق و الصواب … و الذكاء… و بعض الأحيان تسترعيني بعضها لأحكامها المطلقة و الجاهزة عما أكتب… كثيرا مأ ابتسم و أنا أقرء للبعض يعذب نفسه في استنطاق ” كوانتونامي” للأدلة العلمية و تكييفها و تمرينها للوصول إلى خلاصة أضمر سبقا في نفسه الوصول إليها… و تجدني أهتف مع نفسي أ”الشريف” المقاربة العلمية باينة و واضحة… نحن لسنا في برنامج الرأي و الرأي الأخر على الجزيرة… في الميدان العلمي… ليس هناك محل لسوق عكاظ نعبر فيه عن شعورنا و أحاسيسنا بمعلقاتنا… بل الدليل العلمي يقارع الدليل التجريبي… يبقى دليلك و دليلي واه… بدون بحث منشور و محكم من خبراء في الميدان…
و وفيا لهذه المقاربة العلمية، سأحاول في هذه التدوينة، الإجابة عن عشرة من تساؤلاتكم و تعاليقكم و الله ولي التوفيق….
1- الحالة الوبائية….
أظن أننا نمر بأوج الموجة …و يمكن أن نتكلم عن تسطيح للمنحنى الوطني… و لكنه يبقى زائف… لأن الجهات لم تعرف الموجة في نفس الوقت… فرغم تحسن الحالة الوبائية بجهتي سوس و مراكش… أظن أن جهة الرباط و طنجة-تطوان ستعرف ارتفاع عدد الاصابات و أتمنى أن نكون مستعدين لمواجهتها…
2- هل أرقام الإصابات صحيحة…
كما قلنا دائما فرقم الأاصابات ليس من يحدد التطور الوبائي بل هو نسبة الإيجابية… عدد الحالات الايجابية في 100 تحليلة… و كما يبين المنحني فكل الموجات التي عرفها المغرب مقرونة بارتفاع هذا المؤشر… و يمكن أن نقول اليوم أنه استقر و لكن بتفاوت بين الجهات… بموازاة ذلك هناك تطور إيجابي لمؤشر نسبة الفتك و الذي تراجع و الحمد لله من 1.7 إلى1.4…
3- السلالات و الموجات…
في هذا الرسم التبياني يظهر جليا أن الموجات في الحقيقة هي نتيجة تطور و سيادة سلالة جديدة… فكل الموجات في المغرب كانت مقرونة بهذا بداية ب د614 إلى الألفا و الدلتا… و بسيادة كاملة للسلالة دلتا، يمكن أن نقول أننا نعيش ذروة الموجة….
4- ماما فرنسا لا تعترف ب سينوفارم…
وضع المغرب من طرف فرنسا في اللائحة الحمراء كما وضعناها في لائحتنا ب قرار علمي نحترمه… و لكن ما لا أفهمه لماذا لا تتبع ذلك بقرار علمي أخر باعتماد سينوفارم كما فعلت دول أوروبية أخرى كإسبانيا و منظمة الصحة العالمية… المستفز أكثر هو أن تدرج ملقحي سينوفارم في خانة غير الملقحين… بأي دليل علمي… الله أعلم… و لنطرح السؤال العلمي هل على الملقحين بسينوفارم التلقيح بفايزر حال وصولهم إلى فرنسا؟ و على أي أساس علمي؟
5- هل سنوفارم يحمي من دلتا… و الحالات الحرجة
في البحث طيه و هو الأول من نوعه يبين أن سينوفارم يحمي ضد تطور كل الأعراض بنسب مختلقة و لكن بحمي بنسبة تفوق التسعين الحالات الحرجة…
ماذا عن اللقاحات الأخرى…بنسب متفاوتة مازالت كل اللقاحات بما فيها سينوفارم تحمي من الحالات الحرجة كما يبين الرسم…. كل اللقاحات لا تحمي من الإصابة و لكنها تقلل من عدوى الملقح و تحميه من الإصابات الحرجة
6- ماهي مدة الحماية المناعتية لللقاحات…
لأول مرة توجد دراسات تبين أن اللقاحات و بعد سبعة أشهر يبدء ملاحظة هبوطها و لا سيما عند الأشخاص المسننين و المرضى بأمراض مناعاتية أو الذين يتلقون العلاجات المضعفة للمناعة… لهذا ذهبت كثير من الدول إلى التوصية يالجرعة المعززة لهاته الفئة… أظن أنه حان الوقت في المغرب للتوصية بذلك للأشخاص فوق السبعين و الحاملين للأمراض المزمنة… و استهداف فئة الغير الملقحين منهم… بهدف الحفاظ على حياتهم…
7- تلقيح الفئة ما بين 12 و 17 سنة…
الهدف من تلقيح هذه الفئة في جميع بلدان العالم هي كسر سلسلة تفشي الدلتا و لا سيما مع الدخول المدرسي… أتفهم مخاوف الكثيرين… و تردد البعض و مناهضتهم لها… لذا يجب القيام بعمل تواصلي لشرح أهمية العملية و أنها أمنة للأطفال كما كانت أمنة للكبار… فبطبيعة الحال فأنا سألقح لابنتي ذات ألربع عشر ربيعا كما فعل إبني ذو الثامنة عشر… لأني أؤمن بأن هذه اللقاحات ناجعة و أمنة… و هذا فرق كبير بيننا و بين كثير من المشككين… حنا قد كلامنا و كنحطو دراعنا… و نطبق ما نؤمن به…
8- تلقيح الفئة أقل من 12 سنة…
أنا ضد تلقيح هذه الفئة… و ليس لأسباب علمية… بل أخلاقية… لا أقبل أن نلقح هذه الفئة بينما إفريقيا لم تتعد نسية 2 في المئة من التلقيح… يمكن أن ننجح في تدبير الأزمة محليا و لكن الخروج منها سيكون كونيا… أنا من موقف منظمة الصحة العالمية التي ترى فيه قرارا لا أخلاقيا و لا علميا… فإذا تركنا السلالات تتناسل في إفريقيا مع بليون شخص غير ملقح كاحتياطي للاصابة بالفيروس… فحتما سيخرج علينا “كوفريكا”… هذه السلالة التي لن ينفع معها أي لقاح و نعود لنقطة الصفر…
9- متى سنرى تأثير التلقيح…
أظن أن الدلتا أصاب غالبية المغاربة و لم يبق إلا احتياطي قليل من غير المصابين به و مع وصولنا إلى تلقيح 50 في المئة من الساكنة في نصف شهر شتنبر… و سنرى إن شاء الله تحسنا للحالة الوبائية… لذا وجب أن نسرع بوتيرة التلقيح حتى نعود تدريجيا إلى ما كنا نعيشه بداية شهر يوليوز… و بالنسبة لغير الملقحين فعليهم أن يعلنوا ذلك صراحة و بمسؤولية بدل الاختباء وراء معارضتهم لجواز التلقيح…
10- نعم سيدتي لك كل الحرية في التلقيح من عدمه…
و لكن لا تعطينا دروسا في مفاهيم الحرية و العدالة…
أظن أن كثيرا من الذين هم ضد جواز التلقيح… هم بالفعل ضد التلقيح… و لكن بما أنهم يجدون الترافع أكثر تعقيدًا ضد اللقاح يلجؤون إلى هذا الخطاب المزدوج و معارضة جواز التلقيح… غير بالعقل… فبتلقيحك لا يبقى هناك أي مشكل مع جواز التلقيح… فبالفعل لا يمكن أن تكون ضد الجواز و أنت ملقح… و لكن يسهل كثيرا استعمال الديموغاجية السياسية و الحقوقية حين نتكلم عن الجواز… و ذلك بمنقاشة مفاهيم الحرية و العدالة و الظلم… و أنا مع طرح هذا النقاش و لكن من زاوية أننا نعيش حالة طوارئ صحية يجب أن تنأى بنا عن الربح الانتخابي الأني و تضخم الأنا… لا مكان لأي مزايدات حقوقية… فنحن نتكلم على أرواح المغاربة… سيدتي لقحي أو لا تلقحي… هذا شغلك… فأنا ما يهمني هو أن أحمي الملقحين و غير الملقحين سواسية… و إذا كان الجواز هو الثمن الذي يجب أن ندفعه لعودة تدريجية لحياة شبه طبيعية… فليكن… و إلا فلنعد… إلى ديماغوجية نقاش حزام السلامة… حزام يحد من حريتك و التي تقيدك به المصلحة العامة… لحمايتك من نفسك؟ فما بالك في مقاربة تحميك و تحمي غيرك؟ ولنعد لنقاش أين تنتهي حريتك؟ و ما معنى مفهوم الحرية في وضعية الأزمة الصحية؟ كيف تقبل بالحجر السالب للحرية وتناقش الجواز؟ و هل تتعاض الحية الطبيعية و الصحة؟ ما هو الحد الأدنى للتوافق حول كل هذه المفاهيم؟…
مواضيع فلسفية مهمة جدا يجب أخذ الوقت الكافي لمناقشتها… يوما ما إن شاء الله…
حفظنا الله جميعا…
كثر الله من امثالك ايها الرجل الطيب. انت انسان قبل أن تكون دكتور وعالم. والله لو علم المشككون ما يمر به المصابون لما تفوهوا بكلمة واحدة ضد اللقاح وضد الحماية. تحياتي