مدخل :
اطلعت صباح هذا اليوم الإثنين 23 غشت 2021 على مقال منشور في موقع تاكسي نيوز،من ضمن ما جاء ” صراع كبير بين أحزاب على كراسي البرلمان و الجماعة والجهة ….فهل سيكون التنافس نظيفا ام ستغلب عليه لغة الشكارة ” هذا الكلام البليغ ” فتح لي شهية الكتابة ” ان صح التعبير في موضوع الانتخابات من زاوية تخصصي ومن خلال ما استفذته من دراستي الأكاديمية في الفلسفة السياسية وعلم الاجتماع السياسي وايضا من خلال ما استننتجته من خلاصات حول المشهد الحزبي بشكل عام وحول الظاهرة الانتخابية بشكل خاص .ببلادنا . وأريد أن أشارك قراء هذا الموقع المحترم في بعض الأفكار في هذا الموضوع .
– 1- ملاحظات لابد من ذكرها :
– ان كاتب هذه السطور لاينتمي حاليا لأي تشكيل حزبي ولا يفكر في ذلك وغير معني بالترشيح ولكن كناخب سيمارس حقه الدستوري يوم الاقتراع ان كان في العمر بقية ان شاء الله د ولكن في نفس الوقت يدافع عن حق كل شخص في الانتماء السياسي والحزبي ويدعو الى المشاركة السياسية في جميع الاستفتاءات والانتخابات التي تنظم في بلادنا والمؤطرة بدستور وقوانين المملكة المغربية التي تبنت الديمقراطية كخيار استراتيجي ؛
– ان تناول الواقع السياسي والحزبي بالمغرب بكل مكوناته ومظاهرة وتشعباته ليس بالأمر الهين لأنه يتطلب مجهودا فكريا مضينا وبحثا ميدانيا دقيقا ،رغم وجود تراكم في الدراسات والأبحاث الفلسفية والاجتماعية والقانونية وهو ما لا يسمح به هذا المقال البسيط و المتواضع بالتطرق إليها .
– لذلك فإن هذه المقالة ستنطلق من التساؤل المطروح أعلاه من طرف كاتبه كماهو منشور في موقعنا .وبالمناسبة فإنني استأذن اخواني المسؤولين في تاكسي نيوز بالانطلاق من هذا السؤال الذي طرحتموه لأ دلي بدلوي في هذا التمرين الإنتخابي الجديد الذي ستعرفه بلادنا يوم 8 شتنبر القادم 2021 والذي سيعرف لأول مرة في تا ريح الانتخابات بالمغرب انتخاب المجالس الجماعية و الجهوية ومجلس النواب في يوم واحد.
– 2- السياسة من أرقى أشكال الفكر البشري وأفضل الممارسات الإنسانية .
في سياق البحث عن طبيعة ما يميز الكائن البشري عن غيره من الكائنات الأخرى اعتبر الفلاسفة منذ القدم ان الإنسان بالإضافة إلى كونه عاقلا وتاطقا و اجتماعيا فهو أيضا كائن سياسي وأخلاقي . ولان الإنسان يعيش في جماعة بشرية وفي مجتمع ،فهو يحتاج مضطرا للفاظ على حياته وتدبير شؤونه مع غيره من بني جنسه من اجل العيش المشترك فهو محتاج إلى الخبز والتعليم والشغل و الصحة والثقافة والفنون والرياضةوكل الوسائل التي تحقق للإنسان إنسانيته .انها ضرورات طبيعية وإنسانية واجتماعية وروحية.كل هذا يتم تحقيقه بالسياسة اي بالتدبير المشترك لشؤون الحياة فالسياسة إذن ضرورة إنسانية .وبما أن المجتمع ينقسم إلى طبقات و فئات اجتماعية تختلف باختلاف رغباتها و حاجياتها ومصالحها فإنها تخلق وتؤسس جمعيات و منظمات وتكتلات من بينها ما أطلق عليه في الأدبيات السياسية والقانونية والحقوقية بالأحزاب باعتبارها جماعة من الناس تربطهم مصالح مشتركة يسعون إلى تحقيقها في صراعهم مع أحزاب و جماعات أخرى .ولكن ماهي طبعة هذا الصراع ؟ وكيف يتم تدبيره ؟ وباية وسائل؟
-3- هل هو صراع بالتنافس النظيف والشريف ؟ ام صراع تغلب عليه كل الطرق الغير مشروعة والغير أخلاقية ؟
للجواب على هذا السؤال الاشكالي يبدو أنه من الضروري القول ان التنافس النظيف والشريف و النزيه يقتضي وجود مشاركين في العملية السياسية – الانتخاباب مظهر من مظاهر هذه العملية السياسية – ناخبين ومنتخبين – مرشحين يتمتعون بنظافة العقل و اليد يعملون بكل نزاهة في تسييير شؤون الجماعة او الجهة او المجتمع والوطن برمته من خلال التشريع والتقرير في السياسة العامة للبلاد.وبالمقابل فإن غلبة الوسائل الغير مشروعة اخلاقيا وقانونيا من بيع وشراء العقول و الضمائر واستغلال عدم وعي فئات من المجتمع او حاجتهم إلى المال يعني ايضا وجود أشخاص لا ضمير لهم ولا وازع أخلاقي لديهم يهمهم ,سواء كانوا ناخبين او منتخبين ‘ تحقيق مصالح شخصية او عائلية او فئوية على حساب المصلحة العامة للمجتمع و الوطن .
– 4 – من المسؤول ؟
كفاعل تربوي يعتبر التربية الأسرية والمرسية والدينية والسياسية حاسمة في وجود هذا الصنف وذلك من البشر ،صنف نظيف وشريف ونزيه وصنف آخر خارج عن الأخلاق وعن القانون .وهكذا يمكن التأكيد ان تكوين المواطن الايجابي رهين بتربيته وتنشئته خلقيا واجتماعيا وسياسيا منذ الصغر قبل ان يصبح راشدا وحينئذ سنكون أما مواطن متشبع بالتنافس النظيف والشريف لا يؤمن إلا بالأخلاق وبالقانون ويصبح هامش كل ماهو غير مشروع ضيقا
خلاصة :
ان بلادنا تواجهها تحديات كثيرة في سياق النهضة الشاملة التي يقودها قائد الأمة الملك محمد السادس فيوم الاقتراع سيمر كما مرت ايام كثيرة منذ اول تجربة انتخابية عرفها المغرب المستقل .ان المهم ليس من سيفوز من الأشخاص و من الأحزاب فالأهم هو تحصين المكتسبات الديمقراطية التي ركمتها بلادنا ليبقى الوطن شامخا ومواجها لكل التحديات التي تتربص به ليبقى المغرب قويا رغم كل المحاولات التي يقوم بها البعض وأهما لاضعافه.