إن المُتتبع للحملات الإنتخابية التي انطلقت منذ أسبوع يُلاحظ انها باردة وهامدة وتفتقد للتنافسية ، كما ان الأحزاب بالمغرب عموما ، وبجهة بني ملال خنيفرة وببني ملال خصوصا ، تنتهج برامج بعيدة عن الواقع المُعاش للمواطن ، بل هناك برامج تتضمن إصلاحات خيالية ومتداخلة من حيث الإختصاص ، فهناك مرشحون للمجالس الجماعية يرفعون شعارات إصلاحية تدخل ضمن عمل وصلاحية الحكومة ، واخرون بجماعات قروية يتوعدون بتغيير وضعية المغاربة من حيث الصحة والتعليم والشغل وإحداث الطرقات بين جماعاتهم وباقي الجماعات ، فلا هذه المشاريع تدخل ضمن اختصاصات عمل الجماعات الترابية ، ولا حتى الحكومة استطاعت إخراجها إلى أرض الواقع.
فهذه الدعوات لانجاز مشاريع ضخمة من طرف مرشحين يطمعون ويطمحون للفوز بمقعد أو مقعدين بالجماعة ، يعكس جهل هؤلاء بالقوانين المُنظِّمة للجماعات وبالاختصاصات المُخولة لها ، وفي نفس الوقت يفتح ذلك شهية الناخب والمواطن البسيط للسخرية من هذه البرامج ومن أصحابها ، ويزيدهم ذلك فقدانا للثقة في الانتخابات ، لحد ان الأغلبية العظمى من السكان بدأت فعلا في إبداء تدمرهم من بعض البرامج والحملات الساذجة التي تزيد طين الانتخابات بلة و”اشمئزازا”.
ومن ناحية ثانية ، فالحملات الانتخابية أصبحت تعتمد في أغلبها على طرق بعيدة كل البعد عن العمل السياسي ، وعن الروح الرياضية السياسية ، فتتحول بعض هذه الحملات إلى عراك وشجار يتطور إلى ضرب وجرح و”بلطجة” كما أظهرت العديد من الفيديوهات. حيث تجد ان سببها الرئيسي هو رفض حزب “الوسادة” دخول حزب “السداري” إلى الأحياء الموالية له (مع ان حزب السداري والوسادة مجازية من وحي الخيال)، وكأننا نعيش في غابة حيث تقوم الأسود بتحديد نفوذ ترابها ، وتمنع باقي الحيوانات من تجاوزها ، بل تمنع حتى بني جلدتها المشكوك فيهم من الاسود من ان تطأ أقدامهم الأراضي المُحرمة.
ومع اقتراب يوم الأربعاء المقبل ، سوف تشتد هذه الحملات الباردة ، وقد تتحول إلى حرب ساخنة ، ستكون فيها الغلبة إلى الأحزاب التي سرجت خيولها وعقدت عزمها ، وتناولت بنادقها وحددت هدفها وصوبت نيرانها بشتى الطرق نحو الناخبين وأسقطتهم في صناديق الاقتراع يوم الأربعاء .
ولنتذكر جيدا ، انه وبعد إعلان النتائج سوف يفوز من يفوز ، وسيجلس على الكرسي ست سنوات سمان ، بينما من باع ضميره من الناخبين سوف يخسر الكثير ويعيش ست سنوات عجاف لن يرى فيها سوى الانجازات اليابسات ، ولا يحق له فتح فمه كاملا مادام انه اشتُري بثمن بئيس وزهيد و باع نفسه رخيصا.
#مانبيعش_صوتي