تاكسي نيوز
متى نرى انتخابات نزيهة ينقرض فيها “التطاحن” و”البلطجة” ومتى تكون الأحزاب صادقة تُقدم الكفاءات والبرامج الواقعية!
اسْتُبيح كل شيء في هذه الانتخابات من طرف الأحزاب بعيدا عن التنافس الشريف الذي يعكس نُضج المنتخبين وغيرتهم على مصالح المواطن وتفانيهم في خدمته.
ومع اقتراب يوم الحسم غذا الأربعاء يشتد التطاحن بين هذه الأحزاب بالمغرب عموما ، فترى تصرفات لا أخلاقية بالأحياء والشوارع ، بلطجة هنا ، وشجار هناك ، بل انتقلت هذه البلطجة حتى إلى المرشحين انفسهم ولو أنها تختلف في شكلها ، حيث أصبح الحديث عن تهديدات يتلقاها بعض هؤلاء من منافسيهم سواء بالقتل والتصفية كما وقع بقصبة تادلة ، او بالزج بالسجون عبر إشهار جميع الأوراق الصفراء منها والحمراء ، هذه التهديدات لايسلم منها حتى الصحافيون أحيانا ، فيضطرون في غالب الأوقات إلى الفرار بجلدتهم من الحملات مخافة أن “ياكلوا علقة” لايحسدون عليها ، كيف لا ونحن نرى يوميا شجارات بالاسلحة البيضاء والحجارة منتشرة بالعالم الأزرق بين انصار هذه الأحزاب.
إن الانتخابات بالمغرب رغم انها تُجسد محطة من محطات الديمقراطية ، ومواصلة بناء الوطن من طرف الجميع منتخبين وناخبين تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك الذي دائما يذكر المنتخبين بضرورة تحمل مسؤوليتهم للنهوض بهذا الوطن ، إلا ان ما يشاهده المواطن من تطاحنات وحروب يندى له الجبين ، يدفعه للعزوف عن ممارسة حقه الدستوري ، مع الإشارة ان ليس كل من يقاطع فهو عدو للوطن ولايحب الخير له ، ولكن هذا المناخ المحيط بالانتخابات يجعل الكثير من الغيورين على الوطن يُشهرون سلاح المقاطعة آملا في معاقبة الأحزاب وتأديبها ، رغم ان هذه المقاطعة ليست حلا في واقع الأمر ولها تكلفة باهضة على مستوى المسار الديمقراطي للمغرب ، ولها أيضا تبعات سلبية تُرجِع الوطن للوراء ويتحملها في الأول والأخير المنتخبين انفسهم بافعالهم المشينة وبتنافسهم غير الشريف الذي يُوَلد انطباعا يحمل في طياته الغبن والتذمر واليأس لدى الناخب.
فمتى سنرى انتخابات نظيفة يسودها الايخاء والتنافس الشريف ويتقدم اليها المتعلمين والمتعلمات من ذوي الشواهد والكفاءات القادرين على تسيير المؤسسات ، وليس هؤلاء الذين يتحاربون من أجل الحفاظ على الكراسي ومصالحهم للاستمرار في الفساد ونهب مال الشعب وميزانيات هذه المجالس.