كريم المصلي
أيها المُنتخبون المكْروهون من طرف الشعب وعمُوم الجماهير ، لا تكونوا كَ”العاهرة” التي تُدافع عن الشرف ، لا تلقوا بأوساخكم وفشلكم على الصحافة ، لوموا تصرفاتكم الصبيانية، لوموا تحالفاتكم “البرهوشية” لوموا أحزابكم الفاشلة (تاع كوبي كولي) وبرامجكم الورقية المُضحكة….
في كل مرة ، يطلع لنا مرتزق تائه من هنا ، ومنتخب فاشل من هناك ، يُعلِّق فشله على رجالات ونساء السُّلطة الرابعة ، ساعيا إلى تلجيمها وتحويلها الى أداة في يده تُسبِّح بحمده وتركع له ، يُريدونها صحافة تحت الطلب، تحجب المعلومات عن الرأي العام وتخونه كما تخون الأحزاب أتباعها ، يلومون المواقع الإعلامية لجرأة تحليلها وتمكنها من الحصول على المعلومات من داخل “كوزينتهم” ولو ان رائحتها كريهة ، يُريدون صحافيين وصحافيات على المقاص .
هؤلاء المتسللون تحت جُنح الظلام إلى مواقع النُّخبة لايريدون ان يغوص أحد في خططهم فيلقون باللوم على رجال ونساء الإعلام ، وكأن الصحافة بالمغرب وجدت كل الأحزاب مسؤولة تقوم بحملات نظيفة ، ولم تقترب من عنف او ضرب او جرح ، أو تكسير زجاج ، أو ضربة ب”النص” أو “الروسية” ، أو رشق بالحجارة أو تبادل الضرب بالسكاكين ووووو… .
وكأن صاحبة الجلالة (الصحافة) وجدت منتخبين متعلمين ومثقفين تربوا على الأخلاق الفاضلة، والمنافسة الشريفة ، واحترام الآخر مهما كان وإن كان خصما…
وكأن الصحافة وجدت نُخباً ببرامج متنوعة وليست برامج الكوبي كولي ، برامج واقعية تُلامس المعاناة اليومية للمواطن البسيط ، وتعطيه الأمل في تحسين ظروفه المعيشية ولو قليلا …
وكأن الصحافة وجدت أحزابا (بعضها حتى لانعمم) تعمل بشفافية ومصداقية وفي احترام تام لمبدائها وبرامجها وليس لديها ماتخفيه ،…
وكأن الصحافة وجدت أحزابا تطمح ان تكون عند حسن ظن المواطن بها ، وليس عند حسن ظن “بزولة” الجماعة بها…
وكأن الصحافة وجدت أحزابا تتحالف على أساس المبادئ والقيم الأخلاقية ، والروح الرياضية والسياسية ، وليس تحالفات (تخلُّفات إن صح الوصف) كلها أفلام هتشكوكية ، فيها اغراءات ، وشكارات ، وتهريب ، وإخفاءات (واختطافات واحتجازات إن صح الوصف)…
فلماذا تلوم بعض الأحزاب وممثليها الأغبياء الصحافة حين تجتهد وتكد وتجد وتبحث وسط هذه الفوضى السياسية ، من أجل ان توصل المعلومة الى القاريء والمواطن البسيط، لماذا أيها المنتخبون تلومون الصحافيين ولا تلومون أفعالكم وتصرفاتكم الصبيانية وتحالفاتكم “البرهوشية” المشبوهة ، وأجواءكم الخالية من صفات الديمقراطية والأخلاق العالية ….
فماذا تظن أن ينقل صحافي وسط هذه الفوضى السياسية غيرْ الأخلاقية، غيرَ مقالات لن تروق الانتهازيين؟ فماذا ياترى سيعثر رجل يعمل النهار كله بعرق جبينه في مطارح النفايات وهو كله أمل ان يصادف شيئا جميلا وثمينا ، لكن المسكين في الأخير مكتوب عليه ان يعثر على حذاء للرِّجل اليُمنى دون اليسرى ، أو نظارة مكسرة دون زجاج ، أو ابريق دون غطاء ، أو بقايا سمك نثن يدفعه أحيانا لمغادرة المكان … فتعددت المطارح ولكن التحالفات النثنة واحد…!!!