فريكس المصطفى / تاكسي نيوز
يتجدّد الحديث كالمعتاد مع حلول موعد الدخول المدرسي كل سنة عن ظاهرة الثقل المفرط للمحافظ المدرسية التي أصبحت تشكل أمرا مؤرقا ومشكلة حقيقية لتلاميذ الطور الابتدائي وأوليائهم، الذين يواجهون مهمة صباحية ومسائية في رفع الأثقال على ظهور نحيلة لم يكتمل نموّها بعد، حيث أضحت المحفظة المدرسية أكبر عائق يهدّد تمدرس التلميذ بشكل سليم، مما يهدّد تحصيله الدراسي بشكل مباشر، خاصة وأن وزن محفظة متمدرس اليوم فاقت وزنه، الشيء الذي ينذر بكارثة صحية تتربص بمستقبل هذا المتمدرس نظرا لوزن المحفظة الذي يتجاوز العشر كيلوغرامات في كثير من الأحيان، على الرغم من هشاشة بنية جسم التلميذ الذي هو في الأصل يتدرج في مراحل نموه الجسمية، ليشكل له ثقل المحفظة متاعب صحية جمة أخطرها تقوّس أو انحراف الظهر، حيث أن هذا الثقل قد يؤدي إلى انحناء ظهره، ويسبب له كذلك في تشوهات في العمود الفقري، وفي أمراض وآلام في الرقبة، وكل هذا سوف يهدد حياته وصحته المستقبلية.دون ان ننسى ان محفظة المبادرة الوطنية التي يتسلمها التلاميذ لاتقوى على حمل حتى نصف المطلوب ، وقد تتمزق على الفور او في يوم او يومين الى شهر على ابعد تقدير!
وفي هذا الإطار، عبر أحد أولياء تلاميذ الطور الابتدائي أن وزن المحفظة حاليا في المستوى الابتدائي يناهز 10 كلغ، موضحا أن وزن المحفظة يتبع وزن التلميذ وقامته والتقوس الذي يتعرض له على مستوى العمود الفقري يكون ناجما عن هذا الأمر، فإذا حاولنا نحن الكبار حملها نصدم من ثقلها لأنها تتعدى الخمسة كيلو غرامات، فندرك الحقيقة التي يعاني منها التلاميذ الصغار بصفة يومية، وحسب تقدير أحد أولياء التلاميذ أن وزن محفظة التلميذ في عمر 6 سنوات يقتضي ألاّ يزيد عن 3 كلغ، مع إضافة 1 كلغ كل عام مع مراعاة المسافة بين البيت والمدرسة التي لا تزيد عن 500 م.
في هذا السياق، مادامت الحقيبة المدرسية أصبحت تثير متاعب الأولياء والتلاميذ بسبب ثقلها، ومالها من انعكاس خطير على صحة التلاميذ لما تحويه من مواد تجمع بين الفترة الصباحية والمسائية، حيث أن ثقل المحفظة تحول إلى مشكل يهدد صحة التلميذ الجسدية، الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل من الجهات الوصية، وكدا جمعيات آباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، لاقتراح الحلول والبدائل الممكنة من أجل وضع حد لهذه المعضلة التي أصبحت تشكل خطرا محدقا يهدد حياة أطفالهم وصحتهم المستقبلية.
