وا اسفاه… معاناة ساكنة انركي أو حينما يغتصب السياسي الاجتماعي وجهات تقتات على حساب تشقق الأقدام ودماء المعتصمين

هيئة التحرير14 فبراير 2017
وا اسفاه… معاناة ساكنة انركي أو حينما يغتصب السياسي الاجتماعي وجهات تقتات على حساب تشقق الأقدام ودماء المعتصمين

حميد رزقي – م أوحمي :

بعد اعتصامهم لمدة يومين متتاليين أمام مقر السلطات المحلية ، وقطعهم أزيد من 100 كلم مشيا على الأقدام في اتجاه ولاية بني ملال آخنيفرة لإيصال مغزى رسالتهم القاضية بضرورة إحداث نواة إعدادية بتراب الجماعة، سكان جماعة انركي بإقليم أزيلال يقررون ، مباشرة بعد لقاء مع مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مساء يوم الأحد المنصرم مواصلة معتركهم أمام ولاية بني ملال اخنيفرة على الرغم من كل المحاولات والمشاورات التي تدخلت من اجل إلى أثناء الساكنة عن شكلها النضالي على الأقل مؤقتا .
المحتجون الذين يتكونون من شباب وشيوخ ونساء قطعوا أزيد من100 كلم مشيا على الأقدام في جو ابسط ما يقال عنه انه بارد ، وعبر تضاريس وعرة لم تحتملها أقدام الرجال فما بال أقدام الأمهات والأطفال والنساء الحوامل والشيوخ.
رحلة ساكنة انركي السيزيفية نحو ولاية بني ملال اخنيفرة ، التي وصفوها المحتجون بالأسلوب الملائم للكشف عن حكرة إنسان الجبل وقسوة الطبيعة وشُح المطالب ، يرى فيها إعلاميون ومحللون سياسيون ومتتبعون للشأن العام ، تعبيرا عن مدى اغتصاب السياسي للاجتماعي، واستغلال احتجاجات مطلبية لتحقيق أغراض سياسوية لا علاقة لها إطلاقا بما جاءت الساكنة من اجله.
تقول ساكنة انركي، وبالإجماع ، أن المطلب كان ولازال إحداث نواة إعدادية إسوة بباقي الجماعات الترابية المجاورة ، وتؤكد على أن الغاية باختصار أشد، هي رد الاعتبار للساكنة على غرار باقي “شعب” الدولة، والحد من الهدر المدرسي ، وضمان حق إنسان الجبل في المعرفة والتعلّم، بما يشترط ذلك من توفير المناخ الملائم للدراسة و احترام جودة المنظومة التعلمية، والحد من معاناة التنقل وتجاوز محنة الدراسة بدون منحة في أفق القضاء كليا على مختلف الاكراهات التي تجعل التلميذ بعيدا عن دفء أفراد أسرته .
ويصف المسئولون بدءا من عامل إقليم أزيلال وانتهاء بوالي الجهة مرورا بمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين وفعاليات المجتمع المدني والإعلامي والحقوقي هذه المطالب الاجتماعية ب”الموضوعية،” ويقولون أن التعلم حق وليس امتياز ، وان المُشرع لا يميز بين إنسان الجبل والسهل ، وان الاحتجاج حق يكفله الدستور ، وان من حق فعاليات ساكنة انركي الترافع عن مطالبها مثلما من حقها المطالبة بنواة إعدادية وبمختلف المرافق العمومية الأخرى، لكن شريطة احترام القانون.
ولغة القانون هاته ،التي اختزلها مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ،بشكل مبسط ، في لقاء تواصلي مع المحتجين وباقي الفعاليات، في مجموعة من المعايير التي يستوجب توفرها في أية جماعة ترابية لإحداث إعدادية، هي التي رجحت كفة السياسي على الاجتماعي، وأطلقت العنان لتأويلات متعددة أفضت في الأخير إلى إقنــــــــــاع لا اقتناع من يفترشون الأرض ويلتحفون بالقماش وال”ميكا” بأن يواصلوا معتصمهم تحث ذريعة أن لغة الوعود لم تنفع من قبل، وان صيرورة الحركات الاحتجاجية قد كشفت في أكثر من مرة زيف المسئولين.
ليبقى السؤال هل دوما السلطات على غير حق، وهل ما قدمه مدير الأكاديمية الجهوية في ذات اللقاء الساخن من معطيات رقمية معرفية حول الجهود المبذولة بجماعة انركي لتعميم المنحة لكافة تلامذة الجماعة الناجحين بالمستوى السادس الابتدائي ، والإسراع في افتتاح المدرسة الجماعاتية انركي والعمل على إيواء جميع تلامذة المستوى الإعدادي الممنوحين بداخلية تاكلفت ومواكبتهم من خلال الرفع من التأطير والدعم التربوي بالداخلية وتوفير النقل المدرسي خلال نهاية الأسبوع وأثناء العطل ، زيادة عن باقي الإجراءات التي تم اتخاذها لافتتاح ثانوية إعدادية خلال الموسم 2019/2020، والتي منها اختيار البقعة التي سينجز عليها المشروع بتراب الجماعة، وانجاز الدراسة الطبوغرافية وتعيين المهندس المعماري ، ثم التأكيد على أن برمجة بناء الثانوية الإعدادية خلال الموسم 2017 قد تمت ، وان انطلاق الأشغال سيكون سنة 2018 ، والتاريخ المتوقع لافتتاحها هو 2019/2020 ،هل كل هذا القول يعتبر فعلا زيفا وتسويفا ، على عكس قرار فعاليات انركي وساكناتها التي مجده البعض ووصفه بالخطوة التاريخية ، أم أن وراء كل منطوق رسالة ” ووراء كل نبي جبريل يهمس له في أذنيه؟؟.
أننا ومن خلال هذا الأسئلة المحرقة لا ندافع عن السلطات وصلاحياتها إطلاقا لأن أجهزتها أقوى وأكبر، لكننا بمرارة نؤكد أننا لا نرغب في أن تتحول معاناة الساكنة مهما كان موقعا وتموقعها إلى مادة سياسية دسمة ، وان تستغل تيارات سياسية هموم أطفال ونساء وشيوخ انركي من أجل المزايدة دون استحضار ظروف المعتصم وقهر الزمان.
و لعل المتتبع للشأن المحلي بأنركي يذرك حجم الاستثمارات التي أطلقتها الدولة بأنركي و المجالس المنتخبة و علاقتها بموضوع المسيرة التي أطلقها السكان و حتى يكون الرأي العام على بينة منها هناك طريق أنركي إملشيل بمبلغ 4 مليار سنتيم و mise a niveau ب 5 مليون درهم ممولة من وزارة التعمير ووزارة الداخلية و 7 مليون درهم لتحسين الواجهات ممولة من وزارة السكنى و المدرسة الجماعاتية بأزيد من مليار سنتيم و دار الأمومة ب 300000درهم و المركز الصحي و دار الولادة بمليون درهم و توفير طبيب و مولدتين و ممرضين و فتح طريق أنركي زاوية أحنصال ” الشطر الأول 2 و نصف مليون درهم” و أنركي تيلوكيت ” 12 مليون درهم” ممولة من مجلس الجهة إلى جانب مجموعة من مشاريع جبر الضرر .

لكن وللاسف نتفاجأ بجهات نصبت نفسها مدافعا عن المعتصمين وناطقا رسميا باسمهم دون علمهم وسبت الصحافة والجمعيات الحقوقية والكل في نظرهم خداما للمخزن منهم من يريد ازالة لافتة عاش الملك ومنهم من يريد ازالة الرايات الوطنية،وتفتخر رياء انهم يساعدونهم متناسين انهم كانوا ينامون ويأكلون ويشربون عندما انطلقت مسيرة الاحرار من انركي ابتداء باحتجاج امام القيادة انتهاء بمسيرة 100 كلم  واعتصام امام ولاية الجهة ، وفي الوقت الذي كانت الصحافة تنشر كل ساعة وتواكب مسيرتهم كل دقيقة .

لكن الاحرار المناضلين من انركي الابطال اعتذروا للصحافة وتبرئوا من هذه الجهات التي تقتات على حساب معاناتهم وتشقق اقدامهم ، وصرخوا باعلى صوتهم تحية عالية للصحافة ولتاكسي نيوز التي كتبت اول مقال عنا.هكذا قالها شيخ من المعتصمين.

 

ايها الجهات اتركوا ساكنة انركي تقرر مصيرها الم تشفع لهم دماءهم التي تركوها بين صخور الجبال ، اتركوا المناضلين فهم ادرى بمعاناتهم وقادرين على الدفاع عنها  ، لا تقتاتوا من وراء ظهورهم وتركبوا على مطالبهم .

من قطع 100 كلم مشيا على الأقدام قادر على قهر الصعاب وتقرير مصيرهم .

والف تحية لشجعان انركي الذين رفضوا تدخل هذه الجهات.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة