مدخل
كما هو معلوم وطبقا لاحكام الدستور عين جلالة الملك محمد السادس يومه الخميس 7اكتوبر 2021 الحكومة الجديدة التي افرزتها الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 8 شتنبر 2021 .هذا وقد جاءت هده التشكيلة الحكومية الجديدة بمعطيات جديدة يمكن قراءتها من زوايا متعددة كل حسب منطلقاته السياسية وموقعه الاجتماعي والمهني وايضا حسب مجال بحثه وتخصصه .فماهو الجديد الدي اتت بها هده الهندسة الحكومية الجديدة في مجال التربية والتكوين من السلك الاولي الى الباكالوريا ؟ كيف يمكن قراءة تعيين شخصية علمية تقنوقرطية اخدت لها مسافة بعيدة عن الاحزاب السياسية وصراعاتها لتدبير قطاعين اساسين في تكوين الاجيال ؟ لمادا التنصيص على التعليم الاولي في الوزارة الجديدة ؟ واي قيمة يمكن ان تنضاف الى دمج قطاع الرياضة في نفس الوزارة مع قطاع التعليم ؟
-1- استمرار وزارةالتربية الوطنية
بعد قرار تقسيم الوزارة الوصية على القطاع سنة 1974 الى واحدة مكلفة بالتعليم الابتدائي والثانوي والثانية معنية بالتعليم العالي تم في سنة 1977 تسمية وزارة التربية الوطنية وتكوين الاطر والتي اسندت للمرحوم الدكتور عزالدين العراقي ومند دلك التاريخ الى يومنا هدا يتغير كل شيئ في التسمية اما بحدف او باضافة قطاعات اخرى الا وزارة التربية الوطنية التي تتكلف بجميع أسلاك التعليم الاولي منه والابتدائي والثانوي الاعدادي والثانوي التاهيلي . وهكدا سيستمر العمل من اجل نشر تربية وطنية لدى اطفالنا وشبابنا من خلال برامج تعليمية وانشطة مدرسية من اجل ترسيخ الانتماء والولاء للوطن وتكوين المواطن الايجابي الصالح لكي يخدم بلده من الموقع المهني الدي سيتواحد فيه بعد نهاية مساره الدراسي .
– 2 – بروز التعليم الاولي كقطاع مستقل
هناك قراءة لهذا الاجراء الجديد الذي عرفه تعيين الحكومة الجديدة فيما يخص قطاع التربية والتكوين والتعليم ، المتمثل في التنصيص على التعليم الاولي في التسمية الجديدة للوزارة الوصية .دلك ان التحدي الذي رفعه المغرب منذ سنوات لتعميم ونشر التعليم الاولي ليستفيد منه جميع الاطفال المتراوحة اعمارهم مابين 4 و6 سنوات لازال بعيد المنال رغم المجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة خاصة مند الميثاق الوطني للتربية والتكوين وصدور الكتاب الابيض الدي جاء بهيكلة جديدة للمدرسة الابتدائية تضم 8 سنوات من الدراسة منها موزعة على سنتين يجب ان يستفيد منهاالطفل(ة) المغربي(ة) ليكتسب مهارات تؤهله ولوج السلك الابتدائي بدون صعوبات من شانها ان تقضي او تحد من الانقطاع المبكر من الدراسة . ورغم تدخلات البرنامج الاستعجالي و انتشار التعليم الاولي الخصوصي في المدن ورغم ما جاءت به الرؤية الاستراتيجية للاصلاح (2015-2030) وتحويل توصياتها الى قانون الاطار بقرار ملكي الدي بدا به العمل رسميا في بداية الموسم الدراسي 2019-2020 .بفضل كل هده المجهودات استطاع التعليم الاولي العمومي والخصوصي ان يستوعب الى حدود نهاية 2020 -حسب احصائيات رسمية – حوالي 910 الاف من الاطفال اي ما يمثل 72 % من مجموع جميع الاطفال في حين ان حوالي 28% من الاطفال لازالوا خارج اسوار وفضاءات التعليم الاولي . لكن ورغم هدا العدد الهام المتواجد في مختلف اقسام هدا النوع من التعليم فان هناك مشاكل وصعوبات تتعلق بالتجهيزات والوسائل الديداكتيكية واشكالية المناهح والبرامج وتعددها و مسالة تكوين الموارد البشرية من مربيات ومربين ومؤطرين اضافة الى عوامل اخرى خارج مسؤولية الوزارة الوصية تتعلق بالبنية التحيتية وصعوبة ولوج المؤسسات بالنسبة للاطفال واستقرار الاطر التربوية المشرفة خاصة في العالم القروي علاوة على وجود عوئق سوسيوتقافية تتعلق بعقلية سائدة لدى العديد من الاسر لازالت لم تقتنع بعد باهمية التعليم ما قبل مدرسي ودوره في المراحل الدراسية اللاحقة .
كل هده المعطيات وغيرها تفرض الاهتمام والعناية بهذا القطاع لكسب رهان تعميمه وتحقيق جودته المطلوبة والتعامل معه كقطاع تربوي مستقل قائم بداته ضمن الهيكلة الجديدة للوزارة
– 3 -قطاع الرياضة
لقد خصص لهدا القطاع قبل الحكومة الحالية وزارة خاصة به مع الشبيبة والشباب لما له من اهمية في تكوين الابطال في مختلف الانواع الرياضية في اطار تنمية القدرات والمواهب لدى اطفالنا وشبابنا لتمثيل المغرب احسن تمثيل في المحافل الرياضية الدولية والمنافسة على الالقاب لتشريف بلادنا ورفع علمها الوطني . مايهمنا كفاعلين في هده الهندسة الجديدة ، هو خدمة الرياضة المدرسية وتعميم الجمعيات الرياضية في جميع المدراس والثانويات العمومية والخصوصية للمشاركة كل الفئات العمرية في جميع المسابقات والبطولات المحلية والجهوية والوطنية والدولية تحت اشراق الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية بتنيسق مع جامعات وطنية اخرى للنهوض بهدا القطاع ودلك بتكوين ابطال متميزين ومتالقين .وهكدا ستلتقي التربية الوطنية بالتربية البدنية في تكوين مواطن متكامل
– 4- التدبير الجديد لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي والرياضة
بعد استعراض دلالات وابعاد الهيكلة الجديدة للوزارة من خلال قراءتنا الخاصة التي قد تختلف وقد تتفق مع قراءات اخرى .مادا يمكن القول عن تعيين الوزير الجديد الدي سيتكلف بتدبير ثلاث قطاعات في وزارة واحدة ( 1-التعليم الابتدائي والثانوي الاعدادي منه التاهيلي وهو مايقصد به قطاع التربية الوطنية -2- التعليم الاولي -3- الرياضة ). ان اسناد هده القطاعات الاساسية الى شخصية علمية اكاديمية محايدة و مستقلة عن الاحزاب السياسية وهيئاتها النقابية والجمعوية وما راكمه هدا الاطار الوطني من تجربة وخبرة في مجال التدبير والتسيير الاداري والدبلوماسي خاصة على رأس وزارة الداخلية التي اصبحت نمودجا للتدبير الجيد ، يجب ان تقتدي بها باقي الادارات المغربية الاخرى بالاضافة الى ترؤسه للجنة النمودج التنموي الجديد وما اطلع عليه عن قرب من مشاكل وملفات من خلال الانصات للفاعليين والمتدخلين التربويين . لاشك ان كل هدا سيساعد الوزير الجديد، مع فريق كفء على المستوى المركزي والجهوي والمحلي، على انجاح هده الاوراش المشكلة للقطاعات الثلاثة .
خلاصة
لقد انتهى زمن اصلاح وترميم ما يمكن اصلاحه وترميمه من اعطاب منظومتنا التربوي ودخلت بلادنا الى زمن التغيير من خلال قانون الاطار 51/17 لتتحقيق النمودج التربوي المنشود كجزء لا يتجزا من النمودج التنموي الجديد وهذا لن يتأتى الا من خلال ” التحلي بروح المبادرة والالتزام المسؤول” كما قال صاحب الجلالة الملك محمد السادس في افتتاح البرلمان الجديد يوم الجمعة 8 اكتوبر 2021.