تاكسي نيوز/ حوار خاص (الفقيه بن صالح)
تفاعلا من جريدة “تاكسي نيوز” الإلكترونية مع المعايير الجديدة التي وضعتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بخصوص مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين (أطر التدريس وأطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي) وما خلفته من ردود أفعال متباينة، وفي إطار الانفتاح على الفاعلين التربويين ومدبري الشأن التعليمي بأكاديمية جهة بني ملال خنيفرة والمديريات الإقليمية التابعة لها، وتلبية لرغبات العديد من قرائنا وقارئاتنا الأعزاء والعزيزات أجرينا حوارا مع السيد سعيد جندي المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة بالفقيه بن صالح لتسليط الضوء حول هذه المعايير الجديدة، وتنوير الرأي العام الجهوي والمحلي والوطني حولها وحول دواعيها وكذا الانتظارات منها.
وأكد السيد سعيد جندي المدير الإقليمي (للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة) بالفقيه بن صالح أن الشروط المعلن عنها من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة المتعلقة بالترشيح لاجتياز مباريات توظيف الأطر النظامية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الخاصة بالأساتذة وملحقي الاقتصاد والإدارة والملحقين التربويين والملحقين الاجتماعيين استعدادا للدخول التربوي 2022/2023 تندرج في إطار استراتيجية الوزارة من أجل النهوض بالمدرسة العمومية وتجويد الممارسة التعليمية والارتقاء بها، مُشيرا إلى أن الهدف من عملية الانتقاء الأولي هو تثمين مهن التربية والتعليم ووضع الضمانات الضرورية للارتقاء بمستوى كفاءات أطر هيئة التدريس وأطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي وبمقدراتهم الأكاديمية، ويساعد على وضع مسار مهني محفز وجيد لهم.
وبخصوص تحديد السن الأقصى في 30 سنة بالنسبة للمترشحات والمترشحين لاجتياز هذه المباريات اعتبر المدير الإقليمي بالفقيه بن صالح أن هذا الإجراء من شأنه جذب الكفاءات الوطنية الشابة إلى مهن التربية والتكوين ويضمن خدمة جيدة دائمة ومستدامة للمدرسة العمومية، ومواكبة أفضل لتنزيل مشاريع وبرامج ودعامات الإصلاح البيداغوجي العميق باعتبار ما يتيحه الاستثمار في العنصر البشري الشاب والكفء من إمكانيات التكوين الأساس والتكوين المستمر والمصاحبة الطويلة والمتجددة.
وأضاف السيد سعيد جندي بأن مراكمة التجارب وتعزيز وتنويع المعارف والمهارات المهنية في قطاع التربية والتكوين يكون متاحا بشكل أكبر كلما طال أمد وعمر الممارسة الصفية أو العمل في باقي مجالات الدعم على مستوى المؤسسات التعليمية.
واستطرد المتحدث قائلا :”الأمر يتطلب تغليب المصلحة العامة والعليا للوطن على المصلحة الشخصية للأفراد لأن تنزيل أحكام القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وأسس الإصلاح التربوي العميق يتطلب جرأة أكبر وتوفير كل شروط النجاح على مستوى المؤسسات التعليمية وأولها توفير الموارد البشرية المؤهلة لرفع هذا الرهان”.
وردا حول سؤال عن الغاية من طرح “رسالة التحفيز” وشرط “الميزة” أجاب السيد المدير الإقليمي بالفقيه بن صالح بأن شرط “رسالة التحفيز” معمول به في عدة مصالح وإدارات وهي آلية لمعرفة دوافع ومحفزات المترشح والمترشحة الراغب والراغبة في ولوج مهن التربية والتعليم، لأن تجويد خدمات القطاع والارتقاء بها لن يكون إلا بواسطة كفاءات تحب هذه المهن وتتطلع لاكتساب مهاراتها وتطويرها وخدمة الناشئة والمدرسة المغربية والوطن من خلالها فأصل العطاء في أي مجال هو الرغبة وحب المهنة.
وأوضح السيد سعيد جندي بأن شرط “الميزة” يساعد خلال عملية الانتقاء الأولي من اختيار أجود الكفاءات من بين المترشحات والمترشحين لاجتياز المباريات بناء على تميزهم الدراسي من الباكالوريا إلى غاية نيل شهادة الإجازة، مذكرا بأن الحاصلات والحاصلين على شهادة الإجازة في التربية أو في المسالك الجامعية للتربية معفيون من شرط الانتقاء الأولي.
وشدد السيد سعيد جندي المدير الإقليمي (للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال خنيفرة) بالفقيه بن صالح في ختام حواره مع الجريدة على ضرورة وأهمية تكثيف وتوحيد الجهود والمبادرات، وانخراط مختلف شركاء المدرسة إلى جانب الفاعلين في ورش الإصلاح التربوي العميق الذي يتأسس على رهانات الجودة والارتقاء بخدمات المدرسة المغربية وتحسين جاذبية المدرسة العمومية شكلا ومضمونا حتى تكون رافعة أساسية لبناء صرح النموذج التنموي الجديد للمملكة، وذلك من خلال جعل المدرسة فضاء لتكافؤ الفرص والإنصاف والتربية والتعليم الجيدين وتمكين التلاميذ من تطوير المعارف والقدرات التي تؤهلهم للمشاركة في تطوير وتقدم الوطن عبر فرص الشغل التي ستفتح أمامهم بعد تلقيهم التكوين الجيد والأنسب.
وختم السيد سعيد جندي تصريحه بالقول بأن مستقبل البلاد رهين بما نقدمه للمدرسة العمومية من موارد مادية ومالية كافية وموارد بشرية كفؤة، وبأن المصلحة العليا للوطن والمصلحة الفضلى للناشئة تبقى فوق كل اعتبار، وعلى الجميع أن ينخرط بجد ويعمل بتفان ومسؤولية وإخلاص من أجل بلوغ هذه الغايات والمرامي.