اتّخذت بلدية (Mezzanego)، بنواحي مدينة جنوة (إقليم ليغوريا، شمال البلاد)، قرارا مفرحا باطلاق اسم مهاجر مغربي على شارع بالمدينة ، ساعات فقط بعد إعلان وفاة المهاجر المغربي «عبد السلام فرح» عن سن 81 سنة، قضى 40 سنة منها في البلدة ذاتها.
وإضافة إلى إطلاق إسم الراحل على احد شوارع البلدة، قام رئيس البلدية بإصدار أمر استعجالي بتخصيص جزء من مقابر البلدة للموتى المسلمين حتى يصبح ممكنا دفن الرجل الذي أوصى، في قيد حياته، بأن يُدفَ البلدة نفسها على الرغم من أنه في السنوات الأخيرة كان يسكن في بلدة مجاورة.
وحسب المعلومات المستقاة من معارفه، كان الرجل من المغاربة الأوائل الذين استقروا بمنطقة جنوة (منذ 1978) وكان سبّاقا للانخراط في العمل التطوّعي الجمعوي، إذ ساهم، من ناحية، في العديد من عمليات الإنقاذ التي شهدتها المنطقة جراء الكوارث الطبيعية، ومن ناحية أخرى، بادر إلى تأسيس مسجد ببلدته عندما أصبح وجود عدد المسلمين المقيمين هناك ملحوظا. المسجد رغم صغر مساحته، حوّله إلى ملتقى للحوار بين مختلف الأديان ومجلسا يُستمَدّ منه الإخاء والتسامح والسلام، ما جعل «عبد السلام فرح» يحضى باحترام كبير بين مختلف المسؤولين والسياسيين، هذا تُوّج اليوم بقرار رئيس البلدية التي قضى بها معظم حياته بإطلاق اسمه على أحد شوارع البلدة.