حميـــد رزقـــي
“الحركة الشعبية حزب تاريخي متجذر في تاريخ الجهة عامة وبمنطقة أزيلال خاصة ، أصّله أجدادنا إلى أن بلغ مرحلة النضج السياسي، لكنه عرف تراجعا ملحوظا في الاستحقاقات الأخيرة، استوجب إعادة النظر في مكاتبه الإقليمية والجهوية وفي تنظيماته الموازية “.
بهذه الافتتاحية، استهل سعيد الرداد العضو الحركي البارز بأزيلال كلمته في لقاء تواصلي جاء تفعيلا لقرار المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية القاضي بهيكلة المكاتب الجوية والإقليمية ومكاتب المنظمات الموازية قصد بناء المشروع الحركي ومأسسة الحزب .
الرداد سعيد، قال إن تقييم محطة الانتخابات البرلمانية الأخيرة تفرض علينا إعادة النظر في صيغ وطرق اشتغالنا ، وتشترط إعادة هيكلة مكاتب الحزب بتراب الإقليم تماشيا مع الإستراتيجية العامة للأمانة العامة للحزب ، وتفعيلا لسياسة القرب المبنية على التواصل والإنصات للساكنة.
وأوعز محمد مبديع منسق الحزب بجهة بني ملال اخنيفرة ، تراجع الحزب في الانتخابات التشريعية بإقليم أزيلال إلى غياب آليات التواصل وتقاعس المناضلين عن مواصلة آليات التأطير والتكوين، والى توقف الهياكل التنظيمية عن القيام بأدوارها الطلائعية. وقال إننا نستغرب لنتائج الحزب في الاستحقاقات الأخيرة التي لا تعكس تاريخ الحزب بالمنطقة ،حيث كان مناضلوه يشكلون اللبنات الأساسية للمقاومة ، وكان من بين الإطارات السياسية التي ترافعت عن قضايا الجبل واستمعت في وقت عصيب إلى هموم الساكنة .
وأعلن مبديع في مداخلته عن قلقه إزاء ما آلت إليه التنظيمات الحزبية بالجهة ، وقال لقد حان الوقت لنعيد للحركة الشعبية أمجادها ، وذلك عبر هيكلة وبناء تنظيمات قوية منبثقة من الإرادة الجماهيرية الحقيقية، وليس من خلال انتخابات فوقية غالبا ما تبقى صورية.
ومن اجل بلوغ هذا المستوى ،وإعادة الاعتبار للمواطن الحركي ، وفي أفق تحيين صيرورة الحزب ومكانته التاريخية ،حيث كان إلى حدود الأمس القريب يشكل قلعة نضالية ، تأتي اليوم هذه اللقاءات التواصلية التفاعلية مع كافة المناضلين لإعطاء انطلاقة ديمقراطية شفافة مبنية على آليات التوافق أو التصويت.
إلى هذا، تساءل المنسق الجهوي عن كيفية البناء والتجديد ، والسبل الممكنة لتقوية الحزب خصوصا وان المنطقة كانت مصدر الحركة الشعبية ، وموطن مناضلين شكلوا عبر التاريخ نماذج حقة للنضال وقال إننا اليوم مدعوون لاستلهام واستحضار تجارب هذه النماذج التي أسست لمفهوم الوطنية والمواطنة وصنعت تاريخ المنطقة بروح النضال والمقاومة.
واعتبر اللقاء الإقليمي ، بداية مرحلة جديدة ستكون اول محطتها بتاريخ 11 مارس 2017 ، حيث ستلتئم مناضلات ومناضلو الحزب ببني ملال في مؤتمر جهوي ، يقتضي من الجميع الحركيين استعدادا مبدئيا وجادا، وذلك تجاوبا مع نداء المكتب السياسي والأمانة العامة للحزب.
وعن مؤتمري أزيلال، قال محمد مبديع إننا نأمل أن يكونوا من طينة متنوعة ، قادرة على أن تعكس الشرائح الاجتماعية بمختلف تلاوينها ،وان تعكس حجم الجماعات والقطاعات وان يكون بها منتخبون وفاعلون جمعويون ومحامون وفلاحون وتجار وصناع وطلاب .. وان تحترم هذه النوعية قاعدة مقاربة النوع.
ومن اجل إنجاح محطة 11 مارس، دعا سعيد الرداد كافة مناضلي الحزب بإقليم أزيلال إلى تكثيف آليات التواصل مع الساكنة من اجل أن ينخرط الكل بهياكل الحزب فعليا ، ولتحقيق ذلك، يقول المتحدث، يجب على المواطن أن يدرك أن الحزب في صفه ، وان يؤمن بالانتماء الحزبي ، بمعنى آخر يجب أن يكون هناك تعاقد بين المواطن والحزب، وان يكون هناك اقتناع تام بالمسؤولية المنوطة بالحركيين بكافة الهياكل والتنظيمات الحزبية.