عبد الكريم جلال
في إطار أنشطته الميدانية العلمية والإستكشافية، قام أعضاء مركز معابر للدراسات في التاريخ والتراث والثقافة والتنمية بجهة بني ملال خنيفرة برآسة مديرة المركز الدكتورة سعاد بلحسين بزيارة ميدانية لإقليم أزيلال بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، احتفاء بالمرأة القروية وإسهاما في التعريف بأهم المنتوجات النسائية التي لعبت المرأة الدور الأساسي والطلائعي للحفاظ عليها وعلى وظائفها والإبداع فيها والوقوف على أهم الإنجازات وعلى الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لنساء هذه المنطقة، كانت الوجهة الأولى فضاء الاقتصاد الاجتماعي التضامني بمنطقة أوزود الذي يضم مجموعة من الأروقة للمنتوجات المجالية، تتفنن المرأة القروية في إنتاجها لتلبية متطلباتها المعيشية، معتمدة على مواد أولية محلية كرواق النسيج التقليدي الذي يضم العديد من المنسوجات من زرابي وأغطية وأفرشة والذي يعرف إقبالا كبيرا خصوصا لدى السياح الأجانب.
هذا الاقبال يرجع إلى نوعية الصوف وطبيعة الألوان النباتية والزخارف الرائعة التي تحتويها، والتي يتم اختيارها بعناية فائقة من طرف النساجات القرويات اللواتي يستلهمنها بدورهن من خيالهن الخصب والشاسع المتأثر بمنطقتهن الجبلية وبما ورثوه عن أسلافهم، ناهيك على ما يضمه هذا المعرض من منتجات مجالية متنوعة من كسكس وأطعمة وزيوت، وكذلك مجموعة من المستحضرات التجميلية والعلاجية التقليدية التي تحاول من خلالها المرأة استخدام ما تجود به طبيعة المنطقة في إنتاجها من نباتات وحبوب كالزعفران والزكوم والأزير والزعتر وغيرها. ولم يفت أعضاء المركز التنويه بهذه المبادرة من خلال شكر القائمين والساهرين على نجاح هذا الفضاء التضامني الذي يُعدُّ مجُمّعا للنساء المشتغلات والعاملات والمهتمات بالاقتصاد الاجتماعي.
وبذات المناسبة عقد مركز معابر لقاءات أخرى مع جمعيات وتعاونيات نسائية بالمنطقة للوقوف على وضعيتها والتعريف بمنتوجاتها وما مدى مساهمة المرأة في إنجاحها والرفع من المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة وللأسر التي تعيش على مدخولها، منها التعاونية الحرفية تنغملت الحرفية بمنطقة تغات والتي تهتم بإنتاج المنسوجات التقليدية المعتمدة على الصوف والدوم، والتي حسب القائمين عليها، تعاني من ركود اقتصادي بسبب وباء كورونا وما نتج عنه من مشاكل اقتصادية، مما يستلزم المزيد من الإهتمام والمساعدة لهذه الفئة النسائية من أجل تثمين منتوجاتهم، وتسهيل الطريق أمامهم لتسويقها، دون تجاهل الجهد الإبداعي للمرأة القروية، والعمل على تشجيعها لاستقطابها، لأنها باتت تفضل مهنا أخرى تغريها بمدخول أفضل، حفاظا على استمرارية هذه المنتوجات التراثية الثقافية الأصيلة.
بالتوفيق للاستاذة الفاضلة ولمركز معابر حقا انها بادرة تستحق التشجيع لان هذه الفئة من الصانعات تعتبر من بين الفئات المهمشة والتي تعاني في صمت