ترأس والي جهة بني ملال خنيفرة، السيد خطيب الهبيل، مساء يوم الأربعاء 23 مارس الجاري، بمقر الولاية، لقاء تشاوريا جهويا خصص لتدارس القضايا المتعلقة بمحاربة الأمية والسبل الناجعة للقضاء عليها بالجهة، خاصة من خلال إمكانية وضع مشروع محو الأمية بالجهة وفق مقاربة منسجمة ومندمجة تتناسب مع خصوصيات ومؤهلات الجهة، والصيغ الكفيلة لتحقيق التقائية برامج ومبادرات محو الأمية لمختلف الفاعلين بالجهة.
وخلال هذا الاجتماع الذي حضره ممثلو عمال الأقاليم بالجهة، ونائبة رئيس مجلس الجهة وممثلا مندوبية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، وممثل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، ورؤساء المجالس الإقليمية والجماعات الترابية بالجهة، ورؤساء المصالح اللاممركزة بالجهة، ذكر والي الجهة بعلاقات التعاون المتميزة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي في مجالات التنمية البشرية بشكل عام، ومحو الأمية بشكل خاص؛ هذا التعاون الذي تجسد في تقديم الدعم المالي والتقني من طرف الاتحاد الأوروبي لمواكبة الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، من خلال عدة برامج.
كما لاحظ أن نسبة الأمية بالجهة تسجل أعلى معدل على المستوى الوطني، وتنتشر بشكل خاص بالمناطق القروية والجبلية، مستعرضا الجهود المبذولة لمحاربة هذه الآفة وتثمين الرأسمال البشري الذي يبقى ركيزة اساسية لتحقيق التنمية الجهوية، مشددا على ضرورة تنسيق جهود مختلف المتدخلين لتحسين الأداء ووقع برامج محو الأمية على الفئات المستهدفة. كما شدد على تكثيف وتنويع هذه البرامج خاصة بالمناطق الجبلية والقروية مع الحرص على إعطاء الأولوية للنساء المتأثرات بهذه الظاهرة، والدفع بمقاربة ادماج محاربة الأمية للاندماج الاجتماعي والاقتصادي خاصة للشباب الذين يعانون من الأمية.
ومن جهتها، ذكرت نائبة رئيس مجلس الجهة على أن المجلس الجهوي أكد انخراطه في جميع البرامج التي تدخل في اطار الاستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية، خاصة من خلال الاتفاقية الاطار المبرمة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، التي صادق عليها مجلس الجهة خلال دورته الاستثنائية ل 24 يناير 2020، واتفاقية الشراكة المصادق عليها خلال الدورة العادية لأكتوير 2020، لتنفيذ المخطط الجهوي لمحاربة الأمية، مشيرة الى أن مجلس الجهة بصدد ادماج محاربة الأمية في مخطط التنمية الجهوي الذي في طور الإنجاز.
ومن جانبه، أشار ممثل مندوبية الاتحاد الأوروبي، الى أن أرقام الأمية في المغرب ما تزال مقلقة رغم الجهود التي تم بذلها منذ أول استراتيجية اعتمدت في هذا الصدد سنة 2004، وذلك مقارنة مع دول المنطقة، مستعرضا الجهود التي تم بذلها خاصة في اطار المرحلة الثالثة من برنامج دعم الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية في المغرب (Alpha III)، وهو دعم مالي وتقني يقدمه الاتحاد الأوروبي للمغرب منذ سنة 2008، وذلك من أجل تحسين نظام التعلم مدى الحياة كهدف عام، مشيرا الى أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال هذا الدعم إلى تحسين نظام التكوين وجودته من خلال تنويع أساليب التعلم، بما في ذلك استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحقيق الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للمتعلمين من خلال إنشاء جسور نحو نظام التكوين المهني ودعم الأنشطة المدرة للدخل.
ومن جهتها، أكدت نائبة رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان على الحضور الفعلي للجامعة الى جانب جميع المتدخلين لمحاربة الأمية بالجهة، وأنها بصدد تطوير منظومة للبحث وكسب الخبرة في مجال محو الأمية، مشيرة الى أن الجامعة اعتمدت برامج لتكوين المكونين ودعم الكفاءات والأشخاص المتدخلين في محاربة الأمية، مضيفة الى أن الجامعة أبرمت اتفاقية شراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية لمواكبة وتتبع برامج محو الأمية بالجهة.
أما ممثل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، فإنه أكد على أن الانخراط الكمي والكيفي لكافة الفاعلين بجهة بني ملال خنيفرة يجسد مدى قيم التعاون والتشارك لرفع رهان محاربة الأمية بالجهة، مشيرا الى ان هذا الاجتماع التشاوري سيفرز أفكارا ستتمخض عنها استنتاجات مما سيمكن من ضخ دماء ونفسا جديدا في مجهودات محاربة الأمية بالجهة.
هذا وعرف هذا الاجتماع عدة مداخلات تم من خلالها مناقشة المحاور التالية : إرساء مقاربة ترابية لبرامج محو الأمية- دمج برامج محو الأمية داخل مخططات التنمية الجهوية- تنزيل برنامج “أوراش” ارتباطا برامج محو الأمية. كما تمت في ختام اللقاء، صياغة توصيات تهم تنفيذ برنامج “ألفا 3”.