القيادي مُحمد العشاب يهنئ ويُثني في رسالة مؤثرة على الزميل الدكتور عبد الكريم جلال بمناسبة حصوله على دكتوراه بميزة مُشرف جدا (نص الرسالة)

هيئة التحرير26 مارس 2022
القيادي مُحمد العشاب يهنئ ويُثني في رسالة مؤثرة على الزميل الدكتور عبد الكريم جلال بمناسبة حصوله على دكتوراه بميزة مُشرف جدا (نص الرسالة)

تهنئة ينشرها موقع تاكسي نيوز في إطار تشجيع البحث العلمي وتقديرا لجهود الطلبة الحاصلين على الدكتوراه. بينهم الزميل والصديق عبد الكريم جلال الذي حصل على دكتوراه بميزة مشرف جدا تحت اشراف الدكتورة سعاد بلحسين بكلية الاداب ببني ملال  وفيما يلي نص الرسالة :

من أخيك وصديقك الاستاذ محمد العشاب
إلى
الدكتور عبدالكريم جلال

أخي وصديقي الدكتور عبدالكريم جلال

لقد وجدتني مطوقا بواجب الرفقة والزمالة والصداقة والأخوة لأتقدم لك ولرفيقة دربك بأجمل التهاني والتبريكات، كونك – ووراءك زوجتك- رفعت شعار وسقف التحدي المتواضع، وركبت صهوة جوادك المطهم والحرون، فاقتحمت عالم المغامرة الفكرية غير محسوبة العواقب، وقضيت على ترددك الأولي، فشحدت أسلحتك المعرفية، وشحنت كل قواك العقلية، وبريت جميع أقلامك الحبرية، وولجت غابة الصوفية والصوفيين، مُقسما بأغلظ الإيمان أن تسبر أغوار هذا الدهليز الذي تكتنفه الظلمات من كل جانب. وقد كان لك ما أردت بغض النظر عن طول الرحلة الممتعة، وعلى الرغم من أنها كانت عنيدة وعصية على الاستمالة والتليين والتطويع فاستطعت بمخزونك الفكري، وبرودة دمك وثقتك في نفسك وصبرك الأيوبي أن نقول للجميع ألاَّ شيء مستحيل حتى ولو كان مستحيلا. فنحتت من الصخر وغرفت من البحر مستمدا كل طاقاتك من قوة وقدرات الأولياء والصالحين والصوفيين، متخذا من الزاوية الشرقاوية منطلقا ونموذجا لأطروحتك المانعة والجامعة بين ما لا يجمع.

لقد تمكنتَ – وبامتياز- من جعل رصاصات بارودك الشرقاوي يلعلع في كل الإتجاهات، فكنت بذلك مؤرخا مقتدرا، وعالما اجتماعيا متمرسا، وسياسيا محنكا، وفقيها دينيا متضلعا، وصوفيا جهبيذا، ومحللا نفسيا متمكنا، وقارئا متميزا لطبائع وعادات وتقاليد أهالي المنتسبين للزاوية الشرقاوية في تلك الحقبة التي تناولتها أطروحتك بالتحقيق والدراسة.

أخي الدكتور عبدالكريم

كن متيقنا أنني شعرت بالفخر والاعتزاز لما تلقيت منك مكالمة هاتفية مستعجلة، واعتبرتُ ذلك شرفا عظيما وفخرا لا يضاهيه فخر. لذلك انتظرت بشغف كبير موعد مناقشة أطروحتك التي امتدت سطورها وفصولها وأبوابها لتلامس عالما تُشتم منه رائحة الجدبة والحضرة الشرقاوية الطافحة ونسمات الند والبخور اللافحة، وأنوار الشموع الملتهبة التهاب مشاعرك التي أبت إلا أن تحفزك على اختراق أبواب الأضرحة والزوايا واقتحام عالم الأموات، عالم الأولياء والصلحاء علَّهم يبوحون لك بما تريد من أسرارهم لتؤثت به أطروحتك المستعصية على الإختراق والاقتحام من جهة، ولكي تُرجع الإعتبار لهؤلاء الأولياء والصلحاء الذين كدوا واجتهدوا وخلَّفوا لنا تراثا عظيما لم نستطع جميعا أن نستثمره على الوجه الأكمل لفهم واستيعاب وإدراك أن تاريخنا الفكري والعلمي حافل بالإنجازات العظيمة والدرر النفيسة والجواهر الثمينة التي من شأنها- لو تمَّ الالتفات إليها بجدية ونفض الغبار على مخطوطاتها ومجلداتها ومصادرها- لتمكنَّا من إرجاع بعض الاعتبار لشيوخنا وفقهائنا وعلمائنا من جهة، ولأثرينا خزاناتنا التي ستظل جوعى وعطشى في انتظار أمثالك لمدها بجرعة تعيد لها قبسا يبعث فيها الروح ضدا على الفراغ والخواء الذي ظلت تعاني منه.

أخي وصديقي الدكتور عبدالكريم

إنك بالتفاتك إلى هذا الموروث المشترك والجميل والمنسي جعلتني أشعر وأنا أتابع مراحل تقريرك وبسطك للعناوين الكبرى لبحثك أمام لجنة علمية جد محترمة جمعت مختلف التخصصات – بالإمتلاء الذي لا يضاهيه أي امتلاء، وبالإنتشاء الذي لا يوازيه أي انتشاء- لأنك بعثت الروح في موروث طالته الغشاوة، فاستطعت بنبرتك الشرقاوية وأنت تقدم محتويات أطروحتك أن تجعل اللجنة بكل أعضائها، والحضور بكل تلويناته مشدودين لخطابك المتميز وهدوئك الصاخب وشراستك الناعمة المستمدة من وقار الصلحاء وبركات الأولياء. ولأنك كنت شامخا شموخ جبال الأطلس التي لا زالت ترقب وتحرس ضريحي “سيدي بلكاسم وللا رحمة” اللذين كان لهما الفضل في إنجاب الولي الصالح “سيدي بوعبيد الشرقي” حامي وراعي الزاوية الشرقاوية التي تغدَّيتَ ببعض لبانها ولم تتنكر لجميلها فأهديتها أطروحة رائعة روعتك أيها “العبد” و”الكريم” و”الجليل”.
– ولأنك استأسدت على كرسي المساءلة، وكنت أكبر من أن تُسَاءَل بعدما اعترف كل أعضاء اللجنة بأن مغامرتك وخوضك في هذه المتاهة المغلقة، وإلمامك بكل الجزئيات والتفاصيل فيما استعصى على غيرك بخصوص موضوع بحثك الذي يتداخل فيه الجزئي والكلي، والعام والخاص والقديم والحديث.

ولأنك تعملقت بتواضع الكبار وأنصتت بإمعان لقراءات أعضاء اللجنة، وسجلت ملاحظاتهم وتصويباتهم مختزلا ردودك في جملتين معبرتين وحاملتين بين ثناياهما رسائل ذات حمولات دلالية مشبعة بالنفحة الصوفية المنتصرة لمقولة “خير الكلام ما قل ودل”.
فإليك مني ألف تهنئة وتهنئة
ووفقك الله فيما تفكر في إنجازه مستقبلا.

الأستاذ محمد العشاب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

التعليقات 4 تعليقات
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • جلال
    جلال منذ 3 سنوات

    شكر وتقدير

    سلام تام بوجود مولنا الإمام
    وبعد،
    الاستاذ سيدي محمد العشاب:
    تتسابق الكلمات وتزدحم العبارات لتنظيم عقد الشكر الذي أثبتم استحقاقه في أكثر من مناسبة، وفي أكثر من مقام، فمهما قيل أو يقال، تبقى كل عبارات الشكر والامتنان قليلة في حقك أيها الصديق العزيز سيدي محمد العشاب على ما جادت به قريحتك في هذه التهنئة من كلمات صادقة نابعة من إنسان صادق، يقدر معنى الصداقة والزمالة والاخوة. كلمات، بغض النظر على ما اختزلته بين ثنايها من افتخار وتهنئة بنجاح صديق ونيله من درجات العلم، لكنها في الحقيقة كلمات رنانة تنم عن مدى إلمامك بالأدب وحبك للأدباء أيها العالم والعلامة والحبر الفهامة، وتمكنك من أدوات التعبير الشفاف، وبراعتك في اختيار المصطلحات والألفاظ الصوفية والأدبية. لا غرو في ذلك أيها الصديق الحميم، لأنك أستاذا وأحد جهابذة رجال التعليم بقصبة تادلة الغراء – التي أنجبت فقهاء وعلماء ومتصوفة ومناضلين من العيار الثقيل، وإلا بماذا تفسر تواجد ضريح لالة رحمة وسيدي بلكاسم…- الذين تركوا بصمات معرفية داخل أسوار مؤسساتها التعليمية وكوَّنوا أجيالا وأجيال، وكونك مناضل شرس كان ولا زال يدافع عن حقوق الشغيلة، ناهيك عن أخلاقك العالية وصدقك وتواضعك وحبك للغير، أقول لك صديقي سيدي محمد العشاب أنا أفتخر كونك صديقي وزميلي وأخي الذي لم تلده لي أمي، وأمثالك افْتُقِدُوا في هذا الزمان الردئ، زمن الأنى والمصالح ليس إلا.
    كن على يقين سيدي محمد العشاب، أن بركة هؤلاء الصلحاء والأولياء الذين استمعت لمناقبهم وتتبعت لساعات طوال كراماتهم… سيكونون إلى جانبك وستنال بركتهم لا محالة من ذلك.
    أسأل الله عز وجل يا صديقي أن يحفظك بعينه التي لا تنام ويبعد عنك الهم والحزن والغبن، ويسعد قلبك ويمنحك الصحة والعافية، ويرزفك راحة البال والخير والبركة آمين آمين يا رب العالمين.
    عبدالكريم جلال

  • مهدي وسام
    مهدي وسام منذ 3 سنوات

    كلمات في المستوى اتجاه سي جلال الرجل الطيب الخدوم انسان يعرف بتواضعه وعلمه وقلمه الصحفي الذي يخافه المفسدون فهنيئا
    لك سي جلال على الدكتواره وههنيئا لك بهذا الصديق المتمكن من اسلوب الخطابة والتعبير المتسلسل

  • جلال
    جلال منذ 3 سنوات

    العفو سيدي مهدي

    • خالد
      خالد منذ 3 سنوات

      هنيئا لنا بك سي جلال بحصولك على هذه الميزة التي شرفت هذه المنطقة والجهة ككل. لا بل على الصعيد الوطني باتخاذك ودراستك لاطروحة المنتسبة للزاوية الشرقاوية لان هذا الاتجاه الصعب قل ما اصبح يتخذونه كموضوع لاطروحاتهم في هذا الوقت. شاكرين هذه الرسالة المعبرة والمليئة بعبارات جياشة وفياضة للقيادي محمد العشاب اتجاه الدور الحاسم الذي سلكته زوجتك المقتدرة بتوفير لك كل الظروف حتى استطعنا ان نجد نتاجا مشرفا لدكتور اسمه جلال عبد الكريم. تحياتي

الاخبار العاجلة