تقرير عن اسرة النقاونة وجيش التحرير
خلد سكان اقليم خنيفرة، وفي طليعتهم أسرة المقاومة وجيش التحرير، يوم الاثنين 28 مارس 2022 ، في أجواء من الفخر والاعتزاز والتعبئة الوطنية الذكرى 101 لاستشهاد البطل موحى وحمو الزياني، الذي يعتبر علما من اعلام المقاومة المسلحة ورمزا من رموز الأطلس المتوسط، حيث قاد معركة لهري الخالدة التي تعتبر ملحمة بطولية في مواجهة قوات الاحتلال الفرنسية والتصدي لمخططاتها الاستعمارية.
و تميزت محطة هذه السنة بتقديم مجموعة من المشاريع الهامة، خاصة مشروع تصميم تهيئة مركز جنان اماس- جماعة اكلمام ازكزا- ، الذي يعتبر مركزا ذي حمولة تاريخية وثقافية مهمة، يزخر بموارد طبيعية متعددة، حيث تم اختياره كنموذج لقرية ايكولوجية على مستوى إقليم خنيفرة، في أفق جعله وجهة سياحية بيئية تتوفر على البنيات التحتية الضرورية وتعتمد أساسا على الطاقات المتجددة. وقد خصصت الدراسة المنجزة من طرف الوكالة الحضرية لخنيفرة ما يناهز 28 هكتارا من أجل احتضان هذا الاخير لمنتجعات وأنشطة سياحية مستقبلا.
كما قدم ، مهندس عن الوكالة الحضرية لخنيفرة، شروحات تقنية بخصوص مشروع تهيئة وتوسعة ضريح موحى وحمو الزياني على مساحة 2.5 هكتار بتكلفة اجمالية تقدر ب 13.6 مليون؛ مشروع يروم احداث مدرسة قرآنية ومركزا للذاكرة الجماعية المشتركة بالإضافة الى مناطق خضراء … ، مما سيعزز جاذبية هذا الموقع التاريخي بامتياز خصوصا وانه يعتبر محطة اساسية في المدار السياحي المسمى مدار السياحة الروحية.
ومن جانبه، أعطى المدير الاقليمي للمياه والغابات شروحات حول المجال الغابوي بالإقليم، الممتد على مساحة 235185 هكتار، الذي يتميز بمنتزه وطني معرف بتنوعه البيولوجي المهم و موارده المائية و مناطقه الرطبة المصنفة دوليا، بحيث يشكل غطاءه النباتي على التوالي %35 و %25 على مستوى إقليم خنيفرة، و جهة بني ملال خنيفرة.كما قام المسؤول ذاته بتقديم معلومات حول غابة تافشنا الجنوبية المتواجدة بجماعة اكلمام ازكزا على مساحة (621 هكتار)، اطلق عليها ،بهذه المناسبة، اسم قسم الشهيد موحى اوحمو الزياني.
و بمنطقة تملاكت، جماعة اكلمام ازكزا، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير وعمالة اقليم خنيفرة وجماعة اكلمام – ازكزا ، مهرجانا خطابيا القيت خلاله كلمات ومداخلات وشهادات استحضرت امجاد وروائع كفاح قبائل زيان والقبائل المجاورة بقيادة البطل موحى وحمو الزياني دفاعا عن العزة والكرامة والمقدسات الدينية والتوابث الوطنية والهوية والشخصية المغربية .
و ترأس فعاليات هذا المهرجان الخطابي، مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير و محمد فطاح ،عامل اقليم خنيفرة بحضور رؤساء المصالح العسكرية والامنية والمنتخبين والنواب البرلمانيين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني، واسرة المقاومة وجيش التحرير والاطر الادارية والتربوية والتعليمية وتلميذات وتلاميذ مؤسسة الابداع الفني والادبي التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة، ومختلف المنابر الاعلامية.
اثر ذلك، قام الوفد الرسمي بزيارة ضريح الشهيد موحى وحمو الزياني بتملاكت ، حيث تم الترحم على ارواح شهداء الحرية والكرامة والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية ، شرفاء الوطن وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال اب الوطنية المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى ، مبدع المسيرة الخضراء وموحد البلاد المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراهما ، والدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده .
وبعد اداء النشيد الوطني من طرف تلميذات وتلاميذ مؤسسة الابداع الفني والادبي التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة افتتح المهرجان الخطابي الكبير بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم.
وفي كلمة ترحيبية له بالمناسبة، أبرز احمد بساسة رئيس المجلس الجماعي لاكلمام ازكزا، الرمزية والمعاني والدلالات التي تكتسيها ذكرى الشهيد موحى وحمو الزياني في وجدان ساكنة المنطقة ، وشعور الساكنة بالفخر والاعتزاز بإحياء هذه الملحمة التاريخية المجيدة ، مشيرا الى ما تزخر به المنطقة من مؤهلات تاريخية واثرية وطبيعية وسياحية يمكن استثمارها للتعريف بهذا الرأسمال اللامادي لتنمية المنطقة، منوها في نفس الوقت بدعم جميع الشركاء من اجل الدفع بعجلة التنمية بهذا الحيز الترابي .
ومن جهته، استحضر الدكتور مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير في كلمته تضحيات شهداء الكفاح الوطني من اجل عزة الوطن وكرامه، ومن ضمنهم الشهيد البطل موحى وحمو الزياني الذي تحتفي ساكنة الاقليم واسرة المقاومة وجيش التحرير بذكراه 101 على استشهاده ، مذكرا باهم المعارك البطولية التي قادها الشهيد ضد قوات الاحتلال الفرنسية مند سنة 1908 لاسيما معركة لهري الخالدة التي وقعت يوم الجمعة 13 نونبر 1914 ، واستمراره في مناوشة قوات الاحتلال الى ان سقط شهيدا بمعركة ازلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت يوم الاحد 27 مارس 1921 ضد قوات الجنرال بوميرو ، مشيرا الى استمرار المعارك التحررية والنضالية بعد استشهاد موحى وحمو الزياني، مستحضرا معركة البقريت في يونيو من سنة 1921 ضد قوات الجنرال بواميرو ، ومعركة ايت يعقوب في يونيو من سنة 1929 ، ومعركة تازيزاوت سنة 1932 ، مذكرا بالتضحيات الجسام التي قدمها ابناء هذه الربوع من المملكة عندما امتدت يد الغدر الى نفي رمز السيادة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه الى المنفى السحيق مطالبين السلطات الاستعمارية بعودة الشرعية والمشروعية مؤكدا ان الغاية من احياء ذكرياتنا الوطنية الخالدة هو ترسيخ منظومة القيم ، قيم الوطنية الحقة والاصيلة وشمائل المواطنة الفاعلة والايجابية والمسؤولة والاعتزاز بالوطن وبحب الوطن في اوساط الناشئة والشباب والاجيال الصاعدة واللاحقة ، واعدادها للانخراط في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي التنموي الذي يرعاه بحكمة وتبصر وبكل اقتدار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ويده مجددا التأكيد على التعبئة المستمرة والوقوف الموصول لأسرة المقاومة وجيش التحرير ، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره ، من اجل الدفاع عن وحدتنا الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية ، ودحض مخططات واعداء وحدتنا الترابية ، وكذا دعمها وتأييدها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.
وقد عرف هذا الحدث تقديم تلميذات وتلاميذ مؤسسة الابداع الفني والأدبي، التابعة للمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة لوصلات غنائية وفنية واناشيد وطنية واشعار تتغنى بالمقاومة والوطن، وبالشهيد موحى وحمو الزياني. فيما وزعت اعانات مالية ومساعدات اجتماعية على 11 مستفيدا من افراد اسرة المقاومة وجيش التحرير، بغلاف مالي اجمالي بلغ 23000 درهم، في انتظار عقد لقاءات تواصلية مع المستفيدين الاخرين بمقر النيابة الاقليمية بخنيفرة وعددهم 84 شخصا، خصص لهم غلافا ماليا اجماليا يقدر ب 84000 درهم.
واختتمت مراسيم إحياء هذه الذكرى الخالدة بتلاوة لنص برقية الولاء والإخلاص، المرفوعة إلى مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.